استشهد 5 مواطنين لبنانيين وأصيب 3 آخرون، اليوم الخميس، نتيجة سلسلة من الغارات الجوية التي شنها طيران الاحتلال الإسرائيلي على جنوب لبنان، لتواصل إسرائيل اعتداءاتها المكثفة في عدد من المناطق، مستهدفةً بلدات "الحرفوش" في قضاء بعلبك و"البازورية" في قضاء صور. هذا التصعيد يعكس تدهورالأوضاع الأمنية بين لبنان وإسرائيل، ويزيد من التوتر على الحدود اللبنانية وسط دعوات للتهدئة وتحذيرات من تصاعد وتيرة العنف.
القرى المستهدفة.. موجة غارات متواصلة على الجنوب اللبناني
وفقاً لوكالة الإعلام اللبنانية، شهدت العديد من القرى والبلدات الجنوبية قصفاً جوياً مكثفاً، شمل بلدات جبشيت، ديركيفا، الحبين، كفرا، السلطانية، دير انطار، الجميجمة، البرغلية، برج الهو، القاسمية، العباسية، شقراء، حداثا، مجل سلم. كما تعرضت بلدتا حداثا ومجدل سلم وأطراف بلدة كونين لقصف مدفعي متقطع، في وقت استمر فيه جيش الاحتلال بإطلاق نيران رشاشاته الثقيلة تجاه أطراف بلدات الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب وطيرحرفا والضهيرة.
غارات مكثفة على بنت جبيل ومناطق أخرى
وفي قضاء بنت جبيل، استهدفت الطائرات الإسرائيلية بلدات عيناتا وكونين وحانين بعدد من الغارات الجوية، تلاها قصف مدفعي على نفس المناطق. كما تعرضت بلدة يارون وأطرافها، وكذلك شبعا، لقصف مدفعي إسرائيلي، فيما شنت طائرات الاحتلال غارات على بلدتي رميش وعيتا الشعب، والمنطقة القريبة من متوسطة ديرعامص، وبلدة محرونة، ما أدى إلى إصابات وتدمير مبانٍ وممتلكات.
دمار شامل في النبطية بعد قصف إسرائيلي
في مدينة النبطية، استهدفت الغارات الإسرائيلية منطقة مثلث بير القنديل، حيث تسببت الغارات في تدمير مبنى من سبعة طوابق بشكل جزئي. ويضم هذا المبنى عدة محال تجارية ومؤسسات ومستودعات وشقق سكنية، وقد تحول المشهد هناك إلى ساحة حرب، حيث تعرضت المباني والمناطق المجاورة لأضرار جسيمة، وسط جهود الدفاع المدني لإخماد الحرائق الناجمة عن الغارات.
وفي قضاء صور، شيّع أهالي بلدة عين بعال جثامين 16 شهيداً قضوا في غارة إسرائيلية سابقة على مبنى في بلدة برجا. وقد عم الحزن والغضب مناطق الجنوب اللبناني، حيث يعاني السكان من استمرار الاستهداف المتكرر والدمار الواسع الذي ألحقته الغارات الإسرائيلية.
استهداف اليونيفيل في صيدا وإصابات طفيفة
وفي حادثة خطيرة، أصيب عدد من عناصر قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام (اليونيفيل) بجروح طفيفة أثناء مرورهم بالقرب من سيارة استهدفها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة صيدا. وقد تم تقديم العلاج للمصابين في الموقع، فيما تولى الدفاع المدني اللبناني السيطرة على الحريق الذي اندلع في السيارة المستهدفة. تأتي هذه الحادثة لتسلط الضوء على المخاطر التي تواجهها قوات اليونيفيل في ظل التوترات المتصاعدة في الجنوب اللبناني.
تصاعد التوتر في ظل دعوات دولية للتهدئة
يأتي هذا التصعيد العسكري في وقت تحذر فيه منظمات دولية من تداعيات توسع نطاق الصراع بين إسرائيل ولبنان، حيث يدعو المجتمع الدولي إلى ضبط النفس وتهدئة الأوضاع لتجنب الانزلاق نحو حرب شاملة. وقد أشارت التقارير الأخيرة إلى أن هذا التصعيد قد يؤثر بشكل كبير على الاستقرار في المنطقة، خاصة في ظل التوترات الإقليمية المحيطة بالأوضاع في لبنان وفلسطين.
الأوضاع الميدانية بين التصعيد العسكري والجهود الدبلوماسية
تتواصل الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان، مسببةً خسائر بشرية ومادية جسيمة، فيما ينتظر اللبنانيون جهودًا دولية حقيقية تسعى لوقف هذا التصعيد العنيف. ومع استمرار هذا الصراع، تتزايد المخاوف من تصاعد الأزمة وتأثيرها على الحياة اليومية للمدنيين، حيث يسود الشعور بالتوتر والترقب في أرجاء الجنوب اللبناني، بانتظار ما قد تحمله الأيام المقبلة من تطورات.