سلط المشاركون في جلسة "بناء مسارات الهجرة الشاملة لبناء التحضر المستدام " التي عقدت،اليوم، على هامش فعاليات المنتدى الحضري العالمي الذي تستضيفه مصر – الضوء على العلاقة بين المهاجرين، والتوسع الحضري، وكيف يمكن أن يساهم المهاجرون في التنمية الحضرية المستدامة، وكيفية التعامل مع الضغوط على المدن الناجمة عن تدفق اللاجئين.
الهجرة والتوسع الحضري قوتان تشكلان العالم
وقالت إيمي بوب المدير العام للهجرة الدولية، إن الهجرة والتوسع الحضري قوتان تشكلان العالم، إلا أن الهجرة دائما ترتبط بوجود تحديات وفرص، لذلك يجب إدارتها بشكل جيد بحيث يمكن الاستفادة من المهاجرين في العديد من المجالات منها الإنشاءات والتي تحتاج إلى أيادي عاملة، كما أن المهاجرين يمكن أن يقدموا أفكارا مبتكرة جديدة تتعلق بالعديد من مظاهر الحياة.
وأضافت "بوب" أن إدارة الهجرة بشكل خاطئ يؤدي إلى أعباء إضافية على بعض القطاعات الحياتية منها الإسكان والتعليم والرعاية الصحية، لذا فإن تعزيز التوسع الحضري المستدام يكون عبر مسارات هجرة نظامية من خلال العمل بطريقة شاملة مع قادة التطور الحضري، ومن هنا تتجلى أهمية المنتج الحضري العالمي.
وأوضحت أهمية الاتصال والتشارك في الأفكار المتعلقة بالتنمية الحضرية، والعمل الجماعي، وهو ما يحققه هذا المنتدى، حيث يتم مناقشة أفضل ممارسات من الحكومات المحلية بشأن التوسع الحضري والتخطيط الذي نحتاج إليه للتأكد من أن المهاجرين إلى المدن يمكن دمجهم بطريقة آمنة.
التنوع في الحضور بالمنتدى سيسهم في تشكيل السياسات ووضع تصور عن المشاركة الكاملة للمهاجرين
وأشارت إلى أن التنوع في الحضور بهذا المنتدى سيسهم في تشكيل السياسات ووضع تصور عن المشاركة الكاملة للمهاجرين والمجتمعات النازحة، والحديث عن الهجرة وبناء مدن مستدامة صامدة يمكن فيها للجميع أن يزدهر.
من جانبه، أكد، جوردي لابر المستشار الرئيسي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي عن التحالفات الاستراتيجية، على الدور الرئيسي الذي تلعبه الهجرة في تشكيل مساحة حضارية آمنة مستدامة، لافتا إلى أن الهجرة تعد قوة دافعة للنمو الحضري، وتحقق كذلك مجموعة من الفرص والتحديات.
55% من سكان العالم اليوم يعيشون في مناطق حضرية ويتشاركون هذه المناطق
وأشار إلى أن 55% من سكان العالم اليوم يعيشون في مناطق حضرية ويتشاركون هذه المناطق، ومن المتوقع أن تزيد النسبة بحلول 2050 لتصل إلى 70% من سكان العالم، ولهذا هناك نحو 2.5 مليون شخص إضافي ينتقلون من المدن الريفية إلى الحضرية أو يعبر الحدود لمزيد من الأمل والصمود.
وأشار إلى أن الضرورة تجعل الناس يبحثون عن فرص أفضل لهم ولأسرهم وهذه الرحلة ليست تحويليه فقط للفرد ولكن للمجتمعات كلها وتلعب فيه دورا في التنوع الثقافي والتراثي بمدننا.
ولفت إلى أنه دون دمج الجميع ودون تقديم مسارات الهجرة الآمنة والنظامية فإن تبعاتها ستكون خطيرة، وهذا سوف يمثل ضغطا على البنية التحتية ويؤدي إلى المزيد من غياب المساواة ويمثل تهديدا لجودة حياة ملايين الأشخاص.
وقال إن التجربة في العمل بالكثير من الدول والمجتمعات تؤكد أن مسارات الهجرة الآمنة تأتي من سياسات مناسبة ودعم لخلق الفرص الاقتصادية وممكنات حقيقية للدمج الاجتماعي.
المدن تحقق أفضل النتائج عندما تركز على خلق مسارات تسمح للمهاجرين بأن يصبحوا مشاركين في مجتمعاتهم الجديدة
وأشار إلى أن المدن تحقق أفضل النتائج عندما تركز على خلق مسارات تسمح للمهاجرين بأن يصبحوا مشاركين في مجتمعاتهم الجديدة، من خلال العمل اللائق والحماية الاجتماعية وغيرها من رعاية صحية وتعليم، ولكن في حال غياب كل ذلك سوف يصبح المهاجرون الأكثر عرضة للخطر.
وشدد على أن على الهجرة تمثل قوة دافعة لمستقبل حضري مستدام ومزدهر وتصبح المدن أكثر شمولا ومستعدة لمواجهه التحديات المستقبليه من خلال إعداد المدن للاستجابة الجيدة لاحتياجات كل المواطنين، والتعامل مع التحديات وخلق مدن مستدامة وصامدة على المدى الطويل.
من جانبه، قال سانيا ويلسون محافظ كوبوكو في أوغندا، وهي محافظة لديها حدود مختلفة مع جنوب السودان وأوغندا، لذلك لديها القدرة على استيعاب الجميع وتقديم الخدمات بطريقة عادلة ومستدامة بفلسفة جيدة حيث لا يتخلف أحدا عن الركب سواء كنت تعمل أو لا تعمل.
وأشار إلى أن هناك الكثير من المبادرات التي تمت بالمحافظة، منها إنشاء مركز تجاري مشترك وآخر للشفاء عبر التخطيط بشكل متشارك، لافتا إلى أن عدم الدمج بين الجميع يخلق التطرف.
مجلس المهاجرين والمحافظين دعم أكثر من 200 مدينة للفارين والمهاجرين
من جانبها، قالت هيلين يو قائدة ممارسة المدن، إنه يتم مناقشة ما يتخذه المحافظون من قرارات على مستوى العالم من أجل اللاجئين والمهاجرين، عبر مجلس المهاجرين والمحافظين، مشيرة إلى أنه تم دعم أكثر من 200 مدينة للفارين والمهاجرين.
وأشارت إلى أن المدن لابد وأن تنفذ مسارات جديدة للانتقال الآمن وتنظيم التواجد القانوني للقادمين الجدد، والعمل على إصدار قوانين تساعد على إدماجهم.
من جهته، قال عيسى قسيس عمدة رام الله إن المدينة بها عدد كبير للغاية من النازحين في بلد محتل لديه موارد محدودة وبالرغم من كل ذلك يحقق توقعات النازحين وهؤلاء الذين يصلوا إلى رام الله بحثا عن مكان آمن.
رام الله تفوقت كمدينة في مساعدة اللاجئين الذين يصلون إليها
وقال إن رام الله تفوقت كمدينة في مساعدة اللاجئين الذين يصلون إليها وتوفر الخدمات لهم وإعطائهم فرص أفضل في الحياة، وتحقق الصمود والاستدامة.
وقال إن اللاجئين يصلون رام الله بحثا عن خيارات أفضل للحياة فهي القلب التجاري والاقتصادي والإداري الفلسطيني مما جعل مذاقها مختلف، مؤكدا وجود صعوبات ماليه تواجهها رام الله وفلسطين بشكل عام على الرغم من ذلك لدينا فكر ألا يتخلف أحد عن الركب حيث نتأكد من أننا نحقق التزامنا الأخلاقي بدمج الأشقاء والشقيقات في المجتمع في رام الله وجعلهم يستفيدوا من المنشآت والمرافق الموجودة في المدينة.
وأشار إلى أن هناك الآلاف من الأشخاص يعيشون في مناطق محرومة أومخيم اللاجئين في فلسطين، لذا إذا استطعنا أن نبني مساكن وكانت الأموال متوفرة فلا نستطيع أن نفعل هذا لأنها مسألة هوية وهذا له تأثير سياسي، لأننا لن نكون أبدا جزءا من توفير مستقبل هؤلاء الأشخاص الذين تركوا أرضهم ويتطلعون للعودة إليها في يوم من الأيام لذا الأمر يعد صعبا أن تؤمن حياة لهؤلاء الأشخاص الذين جاءوا للجوء إلى رام الله.
بدوره، قال ميرشل ميكانو رئيس مكتب الهجرة الدولية برومانيا إن بلاده قامت بإنشاء مراكز لمصادر المعلومات للمهاجرين، وصممت بحيث تستطيع أن تقدم معلومات خاصه يمكن من خلالها أن يرجع المهاجرون إلى مختلف المجالات العامة، وبمرور السنوات كانت هذه المراكز الخاصة بالمعلومات أصبحت ناضجة بالفعل وبالتالي استطاعوا الاستجابة لاحتياجات المهاجرين وبحصول المهاجرين على المعلومات التي يحتاجونها في مختلف الخدمات العامة أصبح لديهم القدرة على الاندماج بشكل كبير في المجتمع وهذا كان مهم للغاية.