قال الدكتور شفيق التلولي، عضو المجلس الوطني الفلسطيني، إن الاجتماع الأمني الذي يعقده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبدو في ظاهره مخصصًا لمناقشة "اليوم التالي" وأبعاده السياسية، لكنه في جوهره لا يتجاوز إطار الرؤية الأمنية الإسرائيلية التي يتبناها نتنياهو استرضاءً لائتلافه الحكومي، في ظل ضغوط شديدة يتعرض لها داخل هذا الإطار لعدم الانتقال إلى مرحلة سياسية جديدة.
وأضاف التلولي، خلال مداخلة ببرنامج "منتصف النهار" المُذاع عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن حكومة الاحتلال لا ترغب في دفع أي استحقاق سياسي يمهد لمرحلة ما بعد الحرب، وتسعى للإبقاء على قطاع غزة تحت السيطرة الأمنية والإدارة العسكرية الإسرائيلية، وفرض واقع ميداني جديد ينعكس على أي مفاوضات مستقبلية.
وأوضح أن نتنياهو يحاول من خلال هذا الاجتماع تقديم صورة للعالم بأنه يناقش "اليوم التالي"، بينما يستخدم في الحقيقة استراتيجية "شراء الوقت" التي يعتمد عليها منذ سنوات لإطالة أمد الحرب.
وأشار إلى أن نتنياهو يسعى أيضًا لاسترضاء الولايات المتحدة، على أمل الوصول إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومحاولة استعادة دعمه في صياغة رؤية إسرائيلية لمرحلة ما بعد الحرب.
ولفت إلى أن نتنياهو يدرك أنه ما زال يحظى بتغطية أمريكية، وأن التباين بين واشنطن وتل أبيب لم يصل إلى مستوى الخلاف الاستراتيجي الذي قد يؤدي إلى ضغوط أو عقوبات.
وأكد التلولي أن هذا الواقع يفرض على الولايات المتحدة عدم التخلي عن الوسيطين الرئيسيين الضامنين للاتفاق، وهما مصر وقطر، مشددًا على أهمية الدور المصري لما له من حضور وتأثير قوي في المنطقة.













0 تعليق