بينما تستعد السماء لرحلة قمرٍ جديد، وتبدأ الأبصار تبحث عن خيط نورٍ رقيق يعلن بداية شهرٍ هجري جديد، تتجه الأنظار نحو رجب، ذلك الشهر الذي يسبق أيامًا ينتظرها ملايين المسلمين حول العالم. وفي مصر، تكشف الحسابات الفلكية الستار عن الموعد الرسمي لبداية العدّ الزمني نحو رمضان، في إعلان يملأ الأجواء بطمأنينة روحية وانتظار حافل بالذكريات والعبادات.

أحدث الحسابات العلمية التي أجريت لرصد ولادة الهلال

مع اقتراب موسم النفحات الإيمانية، أعلن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر عن الموعد الفلكي لبدء شهر رجب لعام 1447 هجرياً، ليكون يوم الأحد الموافق 21 ديسمبر 2025، وذلك وفق أحدث الحسابات العلمية التي أجريت لرصد ولادة الهلال.

الهلال سيظهر بعد غروب الشمس بدقائق متفاوتة في مختلف المدن المصرية والعربية

وأكد الدكتور طه رابح، رئيس المعهد، أن ميلاد هلال رجب سيحدث فور انتهاء الاقتران في تمام الساعة الثالثة و45 دقيقة فجرًا بتوقيت القاهرة يوم السبت 20 ديسمبر، وهو اليوم المحدد للرصد الشرعي. ووفق المعطيات الفلكية، فإن الهلال سيظهر بعد غروب الشمس بدقائق متفاوتة في مختلف المدن المصرية والعربية.

وفي تفاصيل زمن بقاء الهلال، أشار رابح إلى أن مكثه في سماء مكة المكرمة سيبلغ 14 دقيقة، وفي القاهرة 10 دقائق، بينما تتراوح مدة ظهوره في بقية المحافظات المصرية بين 8 و14 دقيقة. أما في العواصم الإسلامية، فقد سجلت الحسابات مكثًا يتراوح بين دقيقة واحدة وحتى 26 دقيقة، باستثناء أنقرة التي يتزامن فيها غروب الهلال مع غروب الشمس تمامًا.

وبذلك، تُجمع البيانات الفلكية على أن الأحد 21 ديسمبر سيكون أول أيام شهر رجب فلكيًا، ليبدأ العد التنازلي نحو الشهر الكريم، حيث يترقب الملايين موعد حلول رمضان الذي تشير الحسابات السابقة في الإمارات إلى أنه قد يبدأ يوم الخميس 19 فبراير 2026، فيما يبقى القرار النهائي بيد لجان الرؤية الشرعية في كل دولة.

وتعتمد الدول الإسلامية في تحديد بدايات الأشهر الهجرية على التقويم القمري المكوّن من 12 شهرًا، إذ يعتمد حسابه على دورة القمر حول الأرض. ومع اقتراب رمضان 2026، تشير التوقعات إلى تفاوت ساعات الصيام بين دولة وأخرى، حيث ستبدأ المدة في حدود 12 ساعة في عدد من الدول العربية، منها السعودية ومصر والإمارات، قبل أن ترتفع تدريجيًا مع تقدم أيام الشهر لتقترب من 13 ساعة.

يستعد المسلمون لبداية موسم روحاني جديد تتجدد فيه الطقوس ودفء اللحظات الإيمانية

ومع حلول هذه المواعيد المنتظرة، يستعد المسلمون لبداية موسم روحاني جديد تتجدد فيه الطقوس ودفء اللحظات الإيمانية، بينما تبقى السماء وحدها هي الشاهد الأول لظهور الهلال الذي يحدد بداية هذه الرحلة الروحية السنوية.