تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلن مسرّع الابتكار الدفاعي التابع لحلف شمال الأطلسي "ديانا" (DIANA)، اليوم الأربعاء، اختيار 150 شركة ناشئة وابتكارية من 24 دولة عضو في الحلف للمشاركة في برنامج التحدي لعام 2026، الذي يُعد واحدًا من أكثر البرامج طموحًا لدعم وتسريع تطوير التقنيات ذات الاستخدام المزدوج في مجالات الأمن والدفاع.

ويأتي اختيار هذه الشركات ضمن جهود الحلف لتعزيز قدراته الابتكارية في مواجهة التحديات المتنامية في البيئة الأمنية العالمية، وخاصة في ظل التطورات المتسارعة في مجالات الذكاء الاصطناعي، الأنظمة غير المأهولة، الأمن السيبراني، والحلول التقنية المرتبطة بحماية البنية التحتية الحيوية. ويهدف البرنامج إلى ربط الشركات عالية الابتكار بمختبرات متقدمة ومراكز بحثية تابعة للناتو، بما يتيح لها تحويل أفكارها التقنية إلى حلول قابلة للتطبيق في الميدانين العسكري والمدني.

وأوضح مسؤولون في برنامج "ديانا" أن عملية الاختيار مرت بمراحل متعددة لضمان انتقاء أكثر الشركات قدرة على تقديم حلول عملية قابلة للتطوير، مشيرين إلى أن الشركات المختارة تميزت بمستوى عالٍ من الابتكار في مجالات حساسة، من بينها تكنولوجيا الاستشعار المتقدم، الاتصالات الآمنة، الطائرات دون طيار، الأنظمة ذاتية التشغيل، التقنيات البيئية الداعمة للمهام العسكرية، والتطبيقات المعززة بالذكاء الاصطناعي.

ويُعد برنامج "ديانا" أحد أهم المبادرات الاستراتيجية التي أطلقها الحلف خلال السنوات الأخيرة، بهدف خلق بيئة متكاملة تربط بين القطاع الخاص والشركات الناشئة والمراكز البحثية العسكرية في الدول الأعضاء. ويعمل البرنامج على دعم المشاريع الواعدة عبر توفير التمويل الأولي والتوجيه الفني، إضافة إلى فتح قنوات للتعاون المباشر مع المؤسسات الدفاعية بدول الحلف، بما يساعد على تسريع نقل التكنولوجيا من المختبر إلى الميدان.

وتشير التقديرات إلى أن الشركات المشاركة ستخوض خلال المرحلة المقبلة سلسلة من الاختبارات والمراحل التقييمية في مختبرات متخصصة، حيث ستُتاح لها إمكانية تطوير نماذج أولية وتجريب حلولها التقنية في بيئات محاكاة متقدمة. كما سيعمل البرنامج على ربط هذه الشركات بالمستثمرين وصناديق التمويل الدفاعي، بما يسمح بخلق منظومة اقتصادية داعمة للابتكار الدفاعي المستدام.

ويعكس الإعلان الجديد التزام الحلف بتعزيز قاعدة الابتكار التكنولوجي داخله، في وقت تواجه فيه الدول الأعضاء تحديات متزايدة تتعلق بالحرب الهجينة، الهجمات السيبرانية، استخدام الأنظمة المسيّرة بشكل واسع في النزاعات، إضافة إلى الحاجة المستمرة لتحديث أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي. ويهدف برنامج "ديانا" إلى مواكبة هذا التطور المتسارع عبر دعم التقنيات التي تضمن تفوق الحلف في مواجهة التهديدات المستقبلية.

كما أن المبادرة تُعد منصة لتعزيز التعاون الصناعي الدفاعي بين الدول الأعضاء، حيث تؤكد على أهمية إشراك الشركات الصغيرة والمتوسطة، إلى جانب الشركات الكبرى، في تطوير القدرات الدفاعية للحلف. وتسعى قيادة "ديانا" إلى ضمان تكافؤ الفرص بين الدول المشاركة، من خلال توفير برامج تدريبية ودعم فني متكامل، يسمح للشركات بتسريع نموها ورفع جاهزيتها التقنية.

ومن المتوقع أن يبدأ البرنامج رسميًا في أوائل عام 2026، حيث سيتم توزيع الشركات على مسارات ابتكارية مختلفة وفقًا لطبيعة مشاريعها. كما سيجري تقييم أدائها بشكل دوري تمهيدًا لإدراج التقنيات المتطورة التي ستنجح في اجتياز جميع مراحل الاختبار ضمن منظومة عمل الحلف المستقبلية.