الرئيس الإيراني يشدد على تعزيز التجارة مع دول آسيا الوسطى خلال جولة إقليمية تشمل كازاخستان وتركمانستان

البوابة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

انطلق الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، اليوم الأربعاء، في جولة رسمية تشمل دولتين من دول آسيا الوسطى، هما كازاخستان وتركمانستان، وذلك في إطار مساعٍ حكومية لتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي وتعزيز حجم التبادل التجاري بين إيران وهذه الدول التي تُعد من أهم الشركاء الإقليميين لطهران في مجالات الطاقة والبنى التحتية والنقل.

وجاءت زيارة بيزشكيان إلى العاصمة الكازاخية أستانا كجزء من جولة تستهدف تطوير العلاقات الاستراتيجية مع دول الجوار الإقليمي، وفتح مسارات اقتصادية جديدة، خصوصًا في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها إيران بسبب العقوبات الأمريكية والضغوط الخارجية. ويسعى الرئيس الإيراني من خلال هذه الجولة إلى تأكيد سياسة بلاده القائمة على تنويع الشراكات التجارية والبحث عن أسواق جديدة تعزز قدرة الاقتصاد الإيراني على الصمود وتحقيق معدلات نمو مستدامة.

وفي تصريحات أدلى بها لدى مغادرته طهران، شدد بيزشكيان على أن آسيا الوسطى تمثل مجالًا واسعًا للتعاون المشترك، مشيرًا إلى أن الدولتين اللتين تشملها الزيارة تمتلكان إمكانات كبيرة للتكامل الاقتصادي مع إيران، سواء في قطاع الطاقة أو المواصلات أو التجارة البينية. وأوضح أن تعزيز العلاقات مع هذه الدول ليس مجرد خيار اقتصادي، بل هو أيضًا جزء من رؤية سياسية أوسع تهدف إلى تقوية الروابط الإقليمية وتحقيق الاستقرار عبر التعاون المشترك.

وتُولي إيران اهتمامًا كبيرًا لممرات النقل التي تربطها بكازاخستان وتركمانستان، ضمن ما يُعرف بـ"ممر الشمال – الجنوب" الذي تسعى طهران إلى تفعيله بشكل أكبر، لما له من أهمية في تسهيل حركة البضائع نحو الصين وروسيا وأوروبا. ويُتوقع أن يبحث بيزشكيان خلال لقائه المسؤولين في أستانا وآشغبات سبل تسريع العمل في مشاريع البنية التحتية المرتبطة بهذا الممر، إضافة إلى مناقشة اتفاقيات جديدة للتجارة والنقل البري والبحري.

كما تُخطط إيران لتعزيز التعاون مع دول آسيا الوسطى في مجالات الطاقة، خصوصًا الغاز والكهرباء، حيث تعتمد بعض هذه الدول على تبادل الطاقة مع طهران عبر شبكات الربط الإقليمي. ومن المتوقع أن تتناول المحادثات آليات تطوير هذه الشبكات وزيادة كفاءتها، بما يدعم المصالح المشتركة ويعزز مكانة إيران كمحور مهم في منظومة الطاقة الإقليمية.

ويرى مراقبون أن التحرك الإيراني نحو آسيا الوسطى يأتي في ظل تحولات جيوسياسية كبرى تشهدها المنطقة، وعقب تزايد الاهتمام العالمي بممرات التجارة البديلة التي يمكن أن تُسهم في تأمين سلاسل الإمداد وتقليل الاعتماد على الممرات التقليدية. وتعمل إيران على استثمار هذا الاهتمام الدولي من خلال تقديم نفسها بوصفها نقطة وصل رئيسية بين الشرق والغرب، مستندة إلى موقعها الجغرافي وقدراتها اللوجستية المتنامية.

وتشير تقديرات اقتصادية إلى أن حجم التبادل التجاري بين إيران ودول آسيا الوسطى مرشح للارتفاع خلال السنوات المقبلة، خاصة إذا نجحت المباحثات في إزالة العقبات الجمركية وتطوير منظومات الدفع والتسوية المالية بين هذه الدول. وتُولي طهران أهمية خاصة لزيادة الاستثمارات المتبادلة، وتشجيع الشركات الإيرانية على دخول أسواق آسيا الوسطى التي تتميز بوفرة الموارد وتنوع الفرص الاقتصادية.

وتؤكد هذه الزيارة أن الحكومة الإيرانية تمضي قدمًا في تنفيذ سياستها الاقتصادية القائمة على تعزيز التعاون الإقليمي، والانفتاح على دول الجوار، وبناء شراكات مستدامة لا تتأثر بالظروف السياسية المتقلبة. ومن المتوقع أن تُختتم جولة الرئيس الإيراني بتوقيع عدد من التفاهمات الثنائية التي ستشكل أرضية جديدة لتطوير التعاون بين إيران ودول آسيا الوسطى في المرحلة المقبلة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق