افتتحت اللجنة الأسقفية للعدالة والسلام، التابعة لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في مصر، ندوة خاصة بمناسبة مرور 60 عامًا على صدور وثيقة المجمع الفاتيكاني الثاني “Nostra Aetate”، التي تناولت العلاقة بين الكنيسة والديانات غير المسيحية. وجاءت الندوة في وقت تتزايد فيه أهمية الحوار بين الأديان وتعزيز التفاهم بين الشعوب.
الكنيسة والنظرة إلى المسلمين
أكدت الندوة أن الكنيسة تنظر بعين الاعتبار إلى المسلمين الذين يعبدون الإله الواحد الحيّ القيوم الرحيم الضابط الكلّ خالق السماء والأرض. وأشار المتحدثون إلى أن المسلمين يجتهدون في الخضوع لإرادة الله، كما فعل إبراهيم، ويجلّون يسوع كنبي، ويكرّمون مريم العذراء أحيانًا بتقوى.
وشددت الوثيقة على أهمية التجاوز عن الماضي، حيث نشأت عبر القرون منازعات وعداوات بين المسيحيين والمسلمين، وحثّت الجميع على تعزيز التفاهم المتبادل والعدالة الاجتماعية والسلام والحرية لفائدة جميع الناس.
الديانة اليهودية وروابطها بالكنيسة
تناولت الندوة أيضًا موقف الكنيسة من اليهود، موضحة أن الكنيسة تعترف بالروابط الروحية بين شعب العهد الجديد وذرية إبراهيم. وأكدت أن الكنيسة لا تنسى أن الوحي جاء أولًا عبر الشعب اليهودي، وأن المسيح ولد منهم، وكذلك الرسل الأوائل.
وأشار المتحدثون إلى أن الكنيسة لا تلقي اللوم على جميع اليهود بسبب ما حدث أثناء صلب المسيح، وأن العلاقة مع اليهود اليوم يجب أن تقوم على المحبة والاعتبار المتبادل. كما أكدت الندوة أهمية الحوار الأخوي والدروس الكتابية واللاهوتية لتعزيز هذه الروابط.
أهمية الوثيقة اليوم
تأتي هذه الندوة لتعيد التأكيد على أن الحوار بين الأديان ليس خيارًا بل ضرورة، وأن احترام الأديان الأخرى وقيمها الروحية يسهم في تعزيز السلام والعدالة الاجتماعية. كما شددت على أن المسيح هو “الطريق والحق والحياة”، وأن الكنيسة مدعوة لنشر تعاليمه مع الحفاظ على الاحترام المتبادل والتعاون بين مختلف الطوائف والأديان.
ختامًا، أكدت الندوة أن وثيقة “نوسترا إيتاتي” تمثل رؤية شاملة للعلاقات بين الكنيسة والديانات غير المسيحية، وتعكس الالتزام الدائم بالحوار، والفهم المتبادل، وتعزيز القيم الإنسانية والأخلاقية المشتركة بين جميع الشعوب.










0 تعليق