تحرّك غامض… إلى أين يتجه هانيبال القذافي بعد خروجه من الظل؟

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في خطوة أثارت تساؤلات داخل لبنان وخارجه، عاد اسم هانيبال القذافي—نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي—إلى المشهد بقوة، بعد الإفراج عنه بكفالة مالية ضخمة بلغت 900 ألف دولار، إثر عشر سنوات قضاها موقوفًا في بيروت بتهمة “كتم معلومات” حول قضية اختفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه عام 1978.

قرار الإفراج الذي صدر خلال أولى جلسات محاكمته شكّل تحولًا بارزًا في القضية الأكثر حساسية في العلاقات الليبية-اللبنانية.


جنوب إفريقيا.. الوجهة المختارة

ونقلت وكالة "بلومبرج" أن هانيبال القذافي يستعد الآن لمغادرة لبنان إلى جنوب إفريقيا، في خطوة لم تكن ضمن الخيارات المطروحة سابقًا، إذ أكدت مصادر مقربة منه أنه يرفض التوجّه إلى ليبيا أو أي دولة عربية لأسباب أمنية "بحتة"، ترتبط بسلامته الشخصية وبالظروف المعقّدة التي تحيط بماضي عائلته.

وتضيف الوكالة أن مغادرة هانيبال ما تزال معلّقة بانتظار إذن رسمي من الأمم المتحدة بسبب القيود المفروضة عليه، بما في ذلك تجميد الأصول وتحديد الحركة.


حسابات سياسية وضغوط متبادلة

وتشير مصادر مطلعة إلى أن أطرافًا عدة تواصلت مع هانيبال خلال الفترة الماضية، محاوِلةً استقطابه نحو مشاريع سياسية مختلفة، بعضها مرتبط بالوضع الليبي الداخلي، وبعضها الآخر يسعى لتوظيف حضوره الرمزي في ملفات إقليمية.

لكن اختيار جنوب إفريقيا—كما تكشف المصادر—جاء كامتداد للعلاقة التاريخية التي جمعت بين والده معمر القذافي والدولة الجنوب إفريقية، إضافة إلى ارتباطه الوثيق بالراحل نيلسون مانديلا الذي كان من أبرز المدافعين عن القذافي خلال سنوات الحصار الدولي.


قيود دولية… ومسار قانوني مفتوح

ورغم الإفراج عنه، يبقى هانيبال القذافي خاضعًا لجملة من القيود الدولية، أبرزها قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بتجميد الأصول ومنع السفر.

وتعتبر طلبات الحصول على استثناءات لغايات إنسانية أو قانونية مسارًا طويلًا ومعقدًا، ما يجعل إمكانية مغادرته لبنان رهنًا بمفاوضات سياسية وأمنية متعددة الأطراف.

كما أن ملف اختفاء موسى الصدر ما يزال مفتوحًا أمام القضاء اللبناني، رغم تأكيد دفاع هانيبال المتكرر أن لا علاقة له بالحادث، وأنه لم يكن في موقع مسؤولية زمن وقوعه عام 1978.


عقد في الأسر… ورحلة غير محسومة

منذ توقيفه في ديسمبر 2015، بقي هانيبال القذافي في دائرة التوتر السياسي بين لبنان وليبيا، بينما ظل ملفه مادةً للجدل والضغط المتبادل.

ومع خطوة الإفراج الأخيرة، بدأت مرحلة جديدة تبدو أكثر غموضًا من السنوات التي قضاها خلف القضبان؛ فالرجل الذي خرج اليوم بكفالة كبيرة ما يزال محاصرًا بسلسلة من القرارات الدولية والملفات القضائية، لكن تحركه نحو جنوب إفريقيا يشير إلى مسار سياسي-إنساني قد يعيد تشكيل صورته وموقعه في المشهد الإقليمي.

وفي انتظار قرار الأمم المتحدة، يبقى السؤال مفتوحًا: هل ستبدأ فعلاً رحلة جديدة لهانيبال القذافي… أم أنها مجرد محطة على طريق أطول وأكثر تعقيدًا؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق