أثارت تصريحات رئيسة وزراء اليابان ساناي تاكايتشي، مؤخرًا، بأن طوكيو ستتحرك عسكريًا حال محاولة الصين اللجوء للحل العسكري مع جزيرة تايون، جدلًا واسعًا، وأدت إلى زيادة التوتر مع بكين.
وكشف الباحث في الشؤون الآسيوية محمد صلاح، الأسباب وراء خطورة تصريحات رئيسة وزراء اليابان وحسايتها بالنسبة لبكين، أكثر من الموقف الأمريكي بشأن الجزيرة.
خطورة تصريحات رئيسة وزراء اليابان
وأوضح الباحث في الشؤون الآسيوية، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه تاريخيًا كانت اليابان كانت محتلة لأرض تايوان خلال الفترة من 1895 حتى 1945.
وأشار إلى أن خطورة تصريحات ساناي تاكايتشي، حول التحرك عسكريا حال محاولة الصين اللجوء للحل العسكري مع الجزيرة تكمن في تغير رؤية اليابان لقواتها "قوات الدفاع الذاتي" التي لاتزيد مهمتها عن الدفاع عن نفسها، وربما تتطلع تاكايتشي مثل أستاذها شينزو آبي إلى تغيير المادة التاسعة من الدستور التي تنص على تبني النهج السلمي.
ولفت: إلى أنه "إذا ما أردنا معرفة كيف تفكر ساناي في تايوان، علينا النظر إلى إرث آبي حيال الجزيرة، إذ كان رئيس الوزراء الياباني الراحل يرى أهمية كبرى لتعزيز التعاون مع تايوان وتوطيد العلاقات منذ كان عضوا في البرلمان في تسعينيات القرن العشرين".
ونوه "صلاح"، بأنه الأهم من ذلك، المخاوف اليابانية من تبعات أي تحرك للصين تصبح بعده أوكيناوا هي التالية، بحسب تصريحات قالها نائب رئيس الوزراء تارو آسو في يوليو عام 2021".
وقال إن عبور حاملة طائرات صينية بين جزيرتين يابانيتين بالقرب من تايوان، في سبتمبر العام الماضي 2024، فجر غصبًا كبيرًا في اليابا، فيما ردت بكين بأن الأمر لا يستحق هذه الضجة.
وذهب إلى أن العمل العسكري ليس فقط ما تقوم به بكين لمضايقة اليابان، لكن ربما تكون الصين تُريد "مقايضة تايوان بأوكيناوا اليابانية"؛ للضغط على طوكيو للتوقف عن دعم استقلال تايوان التي تراها بكين جزءًا لا يتجزأ منها، من خلال استغلال ورقة الجزر اليابانية الجنوبية.
ولفت إلى أن الصين أعلنت قبل نحو عام أنها تعتزم افتتاح مركز أبحاث مختص في أوكيناوا، التي كانت حتى القرن التاسع عشر مملكة مستقلة تتنافس عليها الإمبراطوريتان الصينية واليابانية حتى ضمتها الأخيرة، ولكن لم يتم اتخاذ أي خطوات في هذا الصدد حتى الآن.
وبين أن أوكيناوا لا تمثل أهمية فقط بالنسبة لليابان، لكن أيضًا للولايات المتحدة الأمريكية؛ إذ تستضيف المحافظة، على مضض، 70% من قواتها العسكرية داخل اليابان.











0 تعليق