جدل نجيب محفوظ ..شخصية المعرض تثير النقاش حول أديب نوبل

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أثار اختيار أديب نوبل العالمي، نجيب محفوظ، شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السابعة والخمسين، الجدل داخل الوسط الثقافي المصري، ما بين مؤيد ومعارض لهذا الاختيار. في هذا الملف ترصد الـ"الدستور" حيثيات الرافضين والمؤيدين للاختيار.

مجاهد: اختيار محفوظ هذا العام هو الأول من نوعه رسميًا

كشف الدكتور أحمد مجاهد، المدير التنفيذي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السابعة والخمسين، أن اختيار اسم الأديب الكبير نجيب محفوظ شخصيةً للمعرض هو قرار تأخر كثيرًا، مؤكّدًا أن محفوظ يُعدّ أحد أعمدة الأدب المصري والعالمي الذين شكّلوا وعي الأمة وعبّروا عن روحها بصدقٍ وعمقٍ نادرين.

وأوضح مجاهد أنه في عام 1988، عقب حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل في الأدب، نظم المعرض في دورته التالية عام 1989 ندوة دولية كبرى عنه، كما أُقيمت ندوتان عام 2009 لتكريم كلٍّ من الدكتورة سهير القلماوي والأديب نجيب محفوظ معًا، مضيفا أن فكرة شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب لم تظهر رسميًا إلا في عام 2014، وكانت أول شخصية آنذاك الدكتور طه حسين، ثم تلاه الإمام محمد عبده، وتتابعت الشخصيات بعد ذلك، وفي عام 2019 تم اختيار الدكتورة سهير القلماوي دون اعتراض بوصفها شخصية المعرض، متسائلًا: "فما السبب في الاعتراض على اختيار نجيب محفوظ اليوم؟"

وشدّد مجاهد على أن اختيار محفوظ هذا العام هو الأول من نوعه رسميًا، وليس تكرارًا لاختيار سابق كما يظن البعض، لافتًا إلى أن تكريمه هو وفاء مستحق لقيمة إنسانية وفكرية عظيمة كان لها الفضل في نقل الأدب المصري إلى العالمية.

وقال مجاهد إن هذا القرار يأتي تكريمًا لرمز أدبي استثنائي وصاحب مشروع إنساني تجاوز حدود الزمان والمكان، مؤكدًا أن نجيب محفوظ يمثل ذاكرة مصر الثقافية وضميرها الأدبي الذي ما زال يضيء الطريق أمام الأجيال الجديدة.

وأضاف أن فعاليات المعرض ستتضمن برنامجًا خاصًا حول نجيب محفوظ، يبرز أثره في الأدب والفكر والسينما، ويعيد تقديمه للأجيال الجديدة في صورة معاصرة تليق بمكانته.

وأكمل مجاهد: "نكرّم نجيب محفوظ اليوم لأننا نكرّم فكرًا شكّل وعينا، وأدبًا حمل ملامحنا، وصوتًا ظل شاهدًا على تحولاتنا جميعًا، فمحفوظ ليس فقط ماضي الأدب المصري، بل هو مستقبله المستمر في كل قلمٍ يكتب وضميرٍ يبدع".

وتابع الدكتور أحمد مجاهد قائلًا: "أتمنى من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي أن ينتظروا حتى يروا ما ستقدمه الدورة الحالية من فعاليات وبرامج حول نجيب محفوظ، ثم نحكم بعد ذلك إن كانت تتضمن جديدًا يستحق التقدير أم لا، فالنقد يجب أن يأتي بعد الاطلاع على العمل، لا قبله".

الاختيار يتواءم بشكل خاص مع الصحوة القومية

وأشاد الكاتب علي قطب، باختيار نجيب محفوظ شخصية معرض القاهرة للكتاب لعام 2026 قائلا: إنه ليس مجرد تكريم لروائي كبير، لكنه ضرورة لإعادة طرح إرثه بشكل مستمر ومتجدد، كما أن محفوظ مؤسسة في حد ذاته، وتراثه الأدبي متعدد الرؤى والزوايا، ما يجعل من الضروري إعادة قراءة أعماله وإبداعه من منظور جديد ومغاير في كل مرة، نأمل أن يكون هذا الاختيار مناسبة لإعادة النظر إلى أعماله وتسليط الضوء على أبعادها المختلفة، ولهذا أشكر د. أحمد مجاهد على تبنيه هذه الرؤية لإعادة اكتشاف نجيب محفوظ، كما أن هذا الاختيار يتواءم بشكل خاص مع الصحوة القومية التي تمر بها مصر مؤخرًا، إذ يعيد التأكيد على قيم الثقافة والهوية الوطنية التي جسدها محفوظ في أعماله.

وأوضح: ومن يعتقد أن نجيب محفوظ لم يعد بحاجة إلى القراءة يقع في فخ الجمود وعدم إدراك حقيقة منجزه المتجدد، الذي يظل متواصلًا مع جميع الأجيال. هناك جيل جديد يحتاج إلى التعرف على نجيب بشكل أعمق، لفهم تطلعاته وربطه بتوجهات عصره. نجيب محفوظ يمثل جسرًا لكل الثقافات والأجيال، ومن الغريب أنه لم يُختَر كشخصية للمعرض بشكل منفرد من قبل، وهذا بلا شك تقصير يستحق التدارك الآن، مستطردا: يبقى الأهم كيفية عرض منجز نجيب محفوظ والتعامل معه بما يليق بعمق وثراء تجربته الأدبية، ونأمل أن يتحقق ذلك في كل دورة من دورات المعرض المقبلة التي تحمل اسمه، لتصبح مناسبة لإعادة اكتشاف إرثه وإبرازه للأجيال الجديدة بشكل مستمر ومتجدد.

تكريم نجيب محفوظ في معرض القاهرة للكتاب يعكس مجموعة من القيم الأساسية التي يمكن إبرازها أمام القراء والجمهور، فإرثه الأدبي متعدد الرؤى والزوايا يظهر التجديد والمرونة الفكرية، ويؤكد قدرة الأدب على تجاوز الزمن والتواصل مع مختلف الأجيال، كما يسلط الضوء على الوعي الاجتماعي والإنساني من خلال نقد الطبقات والبيروقراطية والفقر والفساد، وتجسيد التجربة الإنسانية بكل تعقيداتها اليومية، ويعزز هذا التكريم أهمية الثقافة والقراءة، وتشجيع الأجيال الجديدة على الاطلاع والتحليل النقدي وفهم الأدب كأداة لاستكشاف الذات والمجتمع. إضافة إلى ذلك، يظهر محفوظ بوصفه رمزًا للهوية الوطنية والقومية، وجسرًا يربط بين الثقافات المختلفة والأجيال، ما يعزز الحوار الثقافي المحلي والعالمي، ويؤكد على الإبداع والتميز الفني من خلال تطوير اللغة السردية وتجديد أساليب الرواية دون الانغلاق على التقليد.

يجب أن نعيد اكتشاف نجيب محفوظ

وأشادت زينب عفيفي بالاختيار مؤكدة أن محفوظ يظل حاضرًا رغم غيابه، وقيمة ثقافية كبرى تضيء أي محفل ثقافي في مصر والعالم. وقيمة وقدوة تستحق أن نحتفى بها كل عام، فهو نموذج إنساني وإبداعي فريد، والأجيال الجديدة لم تطلع على كل أعماله رغم أنها تستحق أن تُدرّس فكريًا وأدبيًا وإبداعيًا. لذا من المهم أن تصاحب المعرض فعاليات حديثة ومواكبة للعصر، تساعد على تقديم محفوظ بمفهوم يتناسب مع الواقع الجديد".

وأضافت أن كتاباته لم يمر عليها الزمن، فالقضايا التي تناولها ما زالت حية وثرية وقابلة للتأويل والتجدد، مشيرة إلى ضرورة التركيز على الجوانب الإنسانية في شخصيته، مثل بساطته وتواضعه وعمق تعامله مع الناس، فضلًا عن طقوس حياته التي تكشف عن عملاق في الفكر والإبداع.

وأكدت هناك الكثير من الجوانب في شخصية نجيب محفوظ لم تُطرح بعد، خاصة في ما يتعلق بـ"التحرر في الكتابة" وكيف خرج من الحارة إلى العالمية، وهو ما يمكن أن يُبرز من خلال فعاليات خاصة داخل المعرض، تربط بين عالمه الروائي وفكر الإنسان المصري المعاصر.

نجيب محفوظ ليس مجرد كاتب عظيم، بل حالة إنسانية وإبداعية يجب أن تصل إلى القارئ العادي عبر رؤية جديدة، تبرز عمق فكره وإنسانيته، بعيدًا عن التناول التقليدي لشخصيته وأعماله".

اختيار نجيب محفوظ رسالة مصر إلى العالم بأن الأدب الإنساني ما زال حيا

وقال الشاعر عمارة إبراهيم إن اختيار محفوظ يمثل خطوة ثقافية مهمة ورسالة رمزية تؤكد حضور الأدب المصري في الوجدان الإنساني، مشيرًا إلى أن هذا القرار يعكس وعيًا بأهمية الأدب كقوة ناعمة تحافظ على هوية الشعوب وتعيد الاعتبار للقيم الإنسانية.

وتابع: "اختيار اسمه يعد التكريم اللائق بما وصلت إليه كتابة فن الرواية، ويمثل لاسمه واسم جيله وكل الأجيال القادمة الصورة الذهنية والبصرية اللائقة بقيمة الأدب العربي ومدى أثره في الخريطة الأدبية العالمية".

هذا الاختيار والتكريم لاسم نجيب محفوظ من إدارة المعرض هو في جوهره دعوة رسمية للكاتب المصري والجمهور المصري بأن رسالة الأدب الإنساني في مصر ما زالت قائمة، وأن حيوية العمل والفعل الثقافي لم تفقد بريقها.

وقالت الكاتبة هناء متولي: الجدل الدائر حول اختيار نجيب محفوظ شخصية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب ليس مفاجئًا. فكلما عاد محفوظ إلى الواجهة اشتعل النقاش بين من يرونه “ضمير الأمة” ومن يعتقدون أن العودة إليه في كل لحظة أزمة ليست سوى تكرار يعبّر عن عجز المؤسسات عن تقديم الجديد. الجدل إذًا ليس حول محفوظ في ذاته، بل حول ما يرمز إليه اسمه في الوعي الثقافي المصري: الأمان أم الجمود، القيمة أم المألوف.

أنصار الاختيار يرون أن نجيب محفوظ هو الخيار الطبيعي لمن يريد أن يحتفي بالتاريخ الأدبي المصري في أكثر صوره نضجًا وعمقًا. فهو الكاتب الذي عبر بالأدب المصري إلى العالمية، وأسس مدرسة واقعية وإنسانية وفلسفية لا تزال مؤثرة حتى الآن. كما أن الاحتفاء به – في رأيهم – هو وفاء للذاكرة الجماعية، واستعادة لجذر أصيل في لحظة يغيب فيها العمق وتتصاعد فيها الأصوات السطحية. من هذا المنظور يصبح اختيار محفوظ فعل مقاومة للابتذال، واستعادة لما هو راسخ في زمن سريع التبخر.

في المقابل، يرى المنتقدون أن هذا الاختيار يعكس ميل المؤسسة الثقافية إلى السهولة والتكرار. فمحفوظ حاضر دائمًا: في المناهج، في الجوائز، في الأفلام، في الخطاب الرسمي ذاته. لا يحتاج إلى منصة جديدة، بينما تحتاج الثقافة إلى مغامرة تُفاجئ الناس وتفتح أسئلة جديدة. اختيار محفوظ – بحسبهم – ليس تكريمًا لشخصه بقدر ما هو تكرار لاجترار الماضي. إنّه خيار مريح لا يُغضب أحدًا، لكنه أيضًا لا يثير فضول أحد.

في الحقيقة، يمتلك الطرفان شيئًا من الصواب. لا يمكن إنكار القيمة التاريخية والفنية لمحفوظ، كما لا يمكن تجاهل أن الثقافة لا تتقدّم إلا بالمخاطرة. المشكلة ليست في محفوظ نفسه، بل في الكيفية التي يُستحضر بها. فالاحتفاء يمكن أن يكون حيًّا حين نعيد قراءة تجربته من زوايا جديدة، وميتًا حين نرفع صورته ونسكت. يمكن أن يتحول اختياره إلى فرصة لمراجعة معنى الواقعية في عصر جديد، أو لعقد حوارات حول علاقة الأدب بالمدينة والسلطة والحرية كما طرحها هو؛ لكن حين يكون الحضور مجرد شعار على الملصقات، يفقد المعنى ويصبح نوعًا من التمويه.


نتمني أن تليق دورة هذا العام باسم نجيب محفوظ

ويري الكاتب عبدالكريم الحجراوي إن الاختيار جانبه التوفيق إلى حدٍّ كبير، موضحًا أن رأيه "لا يتعلق بشخص محفوظ"، الذي يراه "قيمة أدبية رفيعة تستحق التكريم في كل وقت". في تقديري، لا يوجد سبب وجيه يدفع إلى تخصيص هذه الدورة تحديدًا للاحتفاء به. فالمبرر المُعلن، وهو مرور عشرين عامًا على وفاته، لا يبدو كافيًا. ربما كان من المنطقي أن يحدث ذلك في مناسبة اليوبيل الفضي، أي بعد مرور خمسةٍ وعشرين عامًا على رحيله في عام 2031، حينها سيكون للاختيار وجاهته الكاملة".

وأكد أن هناك شخصيات ثقافية وفكرية عظيمة لم تأخذ حقها من التكريم رغم أدوارها البارزة في تشكيل الوعي الوطني، من هؤلاء أحمد لطفي السيد، مؤسس الوطنية المصرية الحديثة وصاحب الدور الأكبر في ترسيخ مفهوم الهوية المصرية. فقد مرّ منذ ثلاث سنوات 150 عامًا على ميلاده، أي أن هذا العام يوافق مرور 153 عامًا، ومع ذلك لم يُحتفَ به كما يليق بدوره التاريخي والفكري العظيم".

واختتم نتمنى أن تخرج دورة هذا العام من معرض القاهرة الدولي للكتاب على نحو يليق باسم الأديب الكبير نجيب محفوظ ومكانته في الأدب العربي والعالمي".

 اختيار نجيب محفوظ صائب ومستحق 

وقال رسام الكاريكاتير أحمد عبدالنعيم: اختيارنجيب محفوظ شخصية المعرض اختيار صائب ومستحق. ربما قابل البعض اختيار محفوظ بشيء من الاعتراض، على اعتبار أنه قد تم اختياره من قبل، لكنني أرى أن نجيب محفوظ يمثل حالة خاصة في محيطنا الثقافي والإنساني. هناك جوانب كثيرة في تجربته تحتاج إلى مزيد من النقاش والوقوف عندها، فهو كاتب لم يغادر حدود وطنه، ومع ذلك استطاع أن يفرض كلمته على العالم، وينال أرفع جائزة أدبية فيه".

وأضاف: نجيب محفوظ ليس مجرد كاتب مرّ على وجدان الوطن، بل هو الناسك في محرابه، المؤمن بموهبته، العاشق للبيئة المصرية، المتفاعل مع الحضارة الفرعونية والإنسانية. نحن أمام تماس فريد استطاع من خلاله أن يؤكد أن المحلية طريق ممهد إلى العالمية، وأن الهوية لا تحتاج إلى استيراد من الخارج، بل هي صناعة محلية خالصة".

اختيار محفوظ يتفق مع ما نشهده اليوم من التفاف المصريين حول حضارتهم وهويتهم، تلك الحضارة التي صنعت للإنسانية طريق العلم والمعرفة. كانت بدايات محفوظ كفاحًا جادًا، أتقن دراسة الفلسفة والحضارة، ونسج مفرداته اللغوية من نسيج الإرثين الفرعوني والإسلامي. وقد جاءت كلمته عند استلام جائزة نوبل لتؤكد انتماءه العميق إلى هاتين الحضارتين".

  لو كان نجيب محفوظ حيًّا لترك التكريم لغيره

وبدوره قال الكاتب السيد نجم إن للأديب العالمي نجيب محفوظ مكانته الراسخة في وجدان المصريين، ومن الواجب تذكره والاحتفاء به باستمرار، إلا أن ذلك ينبغي أن يتم بطريقة علمية ومنهجية لا تقتصر على مظاهر احتفالية.

محفوظ يستحق أن يُخلَّد عبر إنشاء قسم أو إدارة أو معهد يحمل اسمه، يختص بدراسة أعماله، ويُعرّف الأجيال الجديدة بسيرته ومسيرته الإبداعية. فمثل هذا التناول الأكاديمي نجده لدى كبار الأدباء في العالم، مثل شكسبير أو أدباء روسيا القيصرية».

أما أن يكون محفوظ هو شخصية المعرض هذا العام، يحمل نوعًا من الإجحاف بحق أحد المبدعين الأحياء الذين يمكن تكريمهم الآن، لتبقى أسماؤهم حاضرة في الذاكرة الثقافية المصرية. فتكريم الأحياء هو في حقيقته تكريم للجماعة الثقافية ولروح الإبداع الحي في المجتمع".

 اختيار محفوظ رغم وجاهته الرمزية، قد حجب فرصةً لإبراز عقل مصري جديد يمكن أن يُلهم الأجيال القادمة. نحن مقصّرون في حق الأجيال الجديدة التي تشعر بالاغتراب عن الكلمة والإبداع، وكان من الممكن أن يسهم اختيار شخصية معاصرة في إعادة ربطهم بالفعل الثقافي الحي".

 اختيار محفوظ ضروري للغاية

ويري الكاتب شعبان يوسف أن اختيار محفوظ ضروري للغاية، وذلك لأسباب عديدة، الأول إن عام 2026 يكون قد مر على رحيله عشرون عامًا، ولن يحدث أي احتفال بنجيب محفوظ أهم من أن يكون شخصية المعرض.

نجيب محفوظ هو الأديب الوحيد الذي تعرض ليد الغدر السوداء من المتطرفين عام 1994، بغض النظر عن واقعة اغتيال يوسف السباعي لأسباب سياسية عندما حاول بعض الأشقياء اغتياله، ولكنه نجا. ولكن الإصابات كما أن روايته "أولاد حارتنا" تمت مصادرتها لمدة أربعين عامًا بفعل تطرفي أيضًا، وهذا كفيل بأن يكون اختيار محفوظ كرمز كبير في مواجهة التطرف، ورسالة قوية إلى هؤلاء القتلة، ويعد ذلك الاختيار تكريم وإعادة اعتبار لكاتب كبير، سيكون اسمه وحده جاذبًا لزوار وقرّاء كثيرين وحقيقيين إلى معرض الكتاب.

وقال الكاتب إبراهيم عبدالعزيز:  يبدو اختيار نجيب محفوظ كشخصية للمعرض اختيارا ليس في مكانه أو زمانه، أما التبرير بالاحتفال بمرور عشرين سنة علي ذكراه، فيكاد يكون هو الأديب الوحيد من بين أدباء مصر كلها الذي يحتفل بذكرى رحيله وميلاده وحصوله علي نوبل، والسر هو جائزة نوبل ولولاها لكان محفوظ نسيا منسيا كالعقاد وتوفيق الحكيم ويوسف إدريس وزكي نجيب محمود ويوسف السباعي وإحسان عبد القدوس وبهاء طاهر وصلاح عبد الصبور والقائمة تطول.

 لماذا لا نذكر الأجيال الجديدة بهذه الرموز التي تزين صدر الوطن والتى لا يكاد أحد يتذكرها، ولكنه الارتكان إلي شخصية شهيرة باصطناع سبب ليس سببا، فنجيب قد أخذ حظه وزيادة من التذكرة والذكري، والبحث والنقد والاحتفال، حتي لم يعد هناك جديد يمكن تقديمه عنه، ولو كان الرجل حيا بيننا لما أرضاه هذه المظاهرات التي لا تنقطع لتحيته بسبب أو بغير سبب، فقد أصبح الرجل ملء السمع والبصر والعقل والقلب، حتي جعلنا منه رمزنا الوحيد وأديبنا الأوحد وكأن مصر لم تنجب غيره هو طبعا يستحق، ولكن ٱخرين أيضا يستحقون فعلينا بالعدل والسوية وليس ذنب أدباء مصر أنهم لم يحصلوا علي نوبل، لتكون نعمة علي محفوظ ونقمة عليهم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق