نفذ الجيش السوداني خلال هذه الفترة، غارات جوية بطائرات مسيّرة استهدفت معسكراً تدريبياً تابعاً ميليشيا الدعم السريع في منطقة بليل الواقعة جنوب شرق مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور.
وبحسب مصادر عسكرية، فإن الضربات الجوية كانت دقيقة ومركزة، واستهدفت مواقع محددة داخل المعسكر الذي يُعد أحد أهم مراكز تدريب المقاتلين الجدد التابعين ميليشيا الدعم السريع في الإقليم، وأسفرت الغارات عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف القوة المستهدفة، إلى جانب تدمير مركبات قتالية وآليات لوجستية كانت تُستخدم لنقل الإمدادات والمعدات العسكرية.
هجوم مماثل نفذته طائرات مسيرة تابعة للجيش السوداني
وتأتي هذه العملية بعد أقل من 24 ساعة على هجوم مماثل نفذته طائرات مسيّرة تابعة للجيش السوداني ضد مطار نيالا، الذي تعتمد عليه ميليشيا الدعم السريع كمركز رئيسي لتلقي الدعم العسكري والتموين اللوجستي لتحركاتها في جنوب وغرب دارفور.
وأوضحت المصادر أن المعسكر المستهدف في بليل كان قد أُنشئ مؤخرًا لتدريب دفعات جديدة من المقاتلين، في إطار خطة تنتهجها الدعم السريع لتعويض خسائرها البشرية في المعارك الجارية مع الجيش.
وأضافت أن استهداف هذه المراكز التدريبية يمثل جزءًا من استراتيجية عسكرية أوسع يتبعها الجيش السوداني لضرب القدرات القتالية والبنية التنظيمية لقوات الدعم السريع، خصوصًا في المناطق التي تستخدمها الأخيرة كنقاط انطلاق أو تجنيد.
وشهدت مدينة نيالا ومحيطها خلال العامين الماضيين تصعيدًا متواصلًا في العمليات الجوية، بعد أن سيطرت قوات الدعم السريع على المدينة في أواخر عام 2023، ومنذ ذلك الحين، كثّف الجيش السوداني هجماته بالطيران الحربي والطائرات المسيّرة لاستهداف مواقع الدعم السريع ومعسكراتها ومخازنها العسكرية في جنوب دارفور.
ويرى مراقبون أن هذه الغارات تأتي في إطار حملة عسكرية منظمة تهدف إلى استعادة السيطرة على المناطق الاستراتيجية في الإقليم، وعلى رأسها نيالا التي تُعد ثاني أكبر المدن السودانية ومركزًا حيويًا للتموين والقيادة العسكرية.
كما يسعى الجيش من خلال عملياته إلى قطع خطوط الإمداد التي تصل إلى قوات الدعم السريع عبر المنافذ الحدودية والمطارات المحلية التي سيطرت عليها في وقت سابق.
وتشير تقديرات ميدانية إلى أن منطقة بليل اكتسبت أهمية متزايدة في خريطة الصراع بسبب موقعها الجغرافي القريب من الحدود الجنوبية والطرق التي تربطها بمدينة نيالا، ما جعلها هدفًا عسكريًا مباشرًا ضمن خطة الجيش لإضعاف نفوذ الدعم السريع في جنوب دارفور.















0 تعليق