وصف المدير التنفيذي لمركز الفكر والدراسات والناشط السوداني أمجد فريد مليشيا الدعم السريع بأنها منظومة فاشية مكتملة الأركان، محذرًا من أن الدول التي تدعمها وتتماهى مع استمرار وجودها لا تقل عنها إجرامًا؛ لأنها تشارك بشكل مباشر أو غير مباشر في استمرار المعاناة والانتهاكات بحق المدنيين.
استمرار لمسار طويل من العنف المنظم والاعتداءات
وأكد فريد، في تصريحات لـ"الدستور" أن ما تقوم به المليشيا ليس جديدًا، بل هو استمرار لمسار طويل من العنف المنظم والاعتداءات المستمرة على السكان المدنيين العزل في ولايات السودان المختلفة، خاصة في دارفور وكردفان، حيث ترتكب المليشيا جرائم حرب وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، تشمل القتل والتشريد والنهب والتدمير المتعمد للممتلكات العامة والخاصة.
وأشار الناشط السوداني إلى أن محاولات تصوير مليشيا الدعم السريع كقوة سلام أو فاعل سياسي طبيعي هي “مشاركة في الإجرام”، لأنها تعمل على تبييض جرائمها وتقديمها أمام المجتمع الدولي ككيان شرعي، بينما الواقع يقول إن هذه المليشيا مستمرة في فرض سيطرتها بالقوة والتخويف، مستهدفة المدنيين الأبرياء بذريعة فرض النظام أو حماية مناطق محددة.
أوضح أمجد فريد أن المليشيا تعتمد على أدوات متعددة لتنفيذ أجندتها، بما في ذلك الهجمات المسلحة العشوائية، القصف المدفعي، استخدام الطائرات المسيّرة، واستهداف المرافق الحيوية والمدنيين بشكل مباشر، وهو ما تسبب في نزوح مئات الآلاف من المواطنين من مناطقهم، ونشوء أزمة إنسانية حادة تشمل نقص الغذاء والدواء وانتشار الأمراض وسوء التغذية بين الأطفال والنساء وكبار السن.
وشدد الناشط السوداني على أن استمرار هذه المليشيا في أعمالها يهدد الأمن والاستقرار في السودان، ويمثل خطرًا على المجتمع الدولي، خاصة أن الدول الداعمة لها، وفق قوله، تتحمل مسؤولية مباشرة عن استمرار انتهاكاتها.
وأضاف فريد أن المجتمع الدولي مطالب بالتوقف عن تبييض أعمال المليشيا، وضرورة فرض عقوبات صارمة ضدها ومحاسبة كل الأطراف التي توفر لها الدعم العسكري والمالي والسياسي.
كما دعا أمجد فريد إلى تحرك عاجل من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية لوقف الجرائم ضد المدنيين، وفتح ممرات آمنة للنازحين والمهجرين، والعمل على حماية الأطفال والنساء وكبار السن، الذين يمثلون الشريحة الأكثر تضررًا من هذه الحرب الممنهجة، وأكد أن العدالة لا تتحقق إلا بمحاسبة المليشيات والدول الداعمة لها، ووقف أي شكل من أشكال التواطؤ الذي يعزز استمرار الانتهاكات.
واختتم فريد تصريحه بالقول: “على كل الأحرار في السودان والعالم أن يدركوا أن محاربة هذه المليشيا واجب إنساني وأخلاقي، وأن الصمت أو التماهي مع استمرار وجودها يجعل أي طرف مشاركًا في الجرائم المرتكبة ضد المدنيين الأبرياء، ونحن لا نريد أن يكون لصمتنا أي دور في استمرار مأساة شعبنا.”









0 تعليق