ناقلًا تحيات الرئيس فلاديمير بوتين للرئيس عبدالفتاح السيسى، ومُؤكدًا حرص بلاده على مواصلة تطوير العلاقات الثنائية والارتقاء بها، زار سيرجى شويجو، أمين مجلس الأمن الروسى، القاهرة، أمس الأول الإثنين، على رأس وفد يضم سيرجى ميخييف، نائب مدير جهاز المخابرات الخارجية. و... و... واستقبله الرئيس، بحضور الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية، واللواء حسن رشاد، رئيس المخابرات العامة، وفايزة أبوالنجا، مستشار الرئيس لشئون الأمن القومى، وجيورجى بوريسينكو، السفير الروسى بالقاهرة.

بالتزامن، وفى إطار التشاور المستمر بين البلدين حول العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، تناول وزير خارجيتنا، مع نظيره الروسى سيرجى لافروف، فى اتصال تليفونى، مسار العلاقات المصرية الروسية، وأكد الجانبان اعتزازهما بعلاقات الصداقة التاريخية التى تجمع البلدين، وما تشهده من تطور ملحوظ فى مختلف المجالات. وفى إطار اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة، أكد الدكتور عبدالعاطى حرص مصر على مواصلة تعزيز التعاون الثنائى ومتابعة المشروعات الاستراتيجية المشتركة الجارى تنفيذها. كما بحث الوزيران الترتيبات الجارية لعقد المؤتمر الوزارى الروسى الإفريقى المقرر عقده بالقاهرة، واتفقا على أهمية التنسيق الوثيق لضمان إنجاح المؤتمر وتعظيم نتائجه.

قمم عديدة جمعت بين الرئيسين المصرى والروسى، أحدثها تلك التى جرت بالعاصمة الروسية موسكو، فى مايو الماضى، على هامش مشاركة الرئيس السيسى فى احتفال روسيا بـ«عيد النصر»، والتى أعرب خلالها الرئيس بوتين عن تقديره الكبير لدور مصر فى منطقة الشرق الأوسط، مؤكدًا دعم بلاده الكامل للمساعى المصرية الهادفة إلى تحقيق الاستقرار الإقليمى. وفى سياقات مختلفة، أعرب الرئيس السيسى عن اعتزازه بعلاقاتنا الوطيدة مع روسيا، والتطور الملموس الذى شهده التعاون الثنائى فى العديد من القطاعات الحيوية، والمشروعات المشتركة الكبيرة، التى تخدم البلدين، وتحقق تطلعات شعبيهما.

المهم، هو أن لقاء الرئيس مع أمين مجلس الأمن الروسى تناول سُبل تعزيز العلاقات الثنائية، واستعرض فرص تطويرها فى مختلف المجالات، خاصة السياسية والتجارية والاستثمارية. كما شهد التأكيد على أهمية البناء على ما اتفق عليه رئيسا البلدين خلال القمة التى جمعتهما، فى مايو الماضى، على هامش الاحتفال بعيد النصر. وتطرق اللقاء، كذلك، إلى مشروع إنشاء المنطقة الصناعية الروسية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ومشروع محطة الضبعة النووية. وإلى جانب مناقشة ملفات أخرى، شدد الرئيس على أهمية تكثيف التعاون الاقتصادى والاستثمارى، والعمل على زيادة حجم التبادل التجارى.

أكد الرئيس، أيضًا، ضرورة مواصلة بذل الجهود لتحقيق الاستقرار فى دول منطقة الشرق الأوسط والحفاظ على وحدتها وسيادتها ومقدرات شعوبها، وشدد على أهمية التنفيذ الكامل لاتفاق شرم الشيخ لوقف الحرب فى غزة بكل مراحله، وضمان دخول المساعدات الإنسانية بكميات كافية إلى القطاع دون قيود. وفى هذا السياق، تم التأكيد على أن تطبيق حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية، وفقًا لمرجعيات الشرعية الدولية، هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم والاستقرار فى المنطقة. كما أشار الرئيس إلى دعم مصر كل الجهود الرامية إلى تسوية الأزمة الروسية الأوكرانية والتوصل إلى سلام شامل.

اللافت هو أن وزير خارجيتنا، الذى التقى صباح أمس، الثلاثاء، أمين مجلس الأمن لروسيا الاتحادية، كان قد ناقش مع نظيره الروسى، فى اتصال تليفونى، جرى يوم الجمعة الماضى، تطورات الأوضاع فى قطاع غزة والتحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الدولى لإعادة إعمار القطاع المقرر عقده فى القاهرة. كما تناولا ثوابت الموقف المصرى الداعم لوحدة واستقرار السودان ومؤسساته الوطنية، و... و... وأكدا أهمية مواصلة العمل المشترك لدفع مشروعات التعاون الجارية، وتعزيز الاستثمارات الروسية فى مصر.

.. وتبقى الإشارة إلى أن الرئيس السيسى استهل لقاء الإثنين بطلب نقل تحياته إلى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، مُعربًا عن تقدير مصر لعلاقتها الوثيقة مع روسيا وما تشهده من تطور وزخم،... و... وانتهى اللقاء بتأكيد أمين مجلس الأمن الروسى تقدير بلاده للدور المصرى فى منطقة الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن التاريخ سوف يتذكر الدور الجوهرى الذى يقوم به الرئيس السيسى لتحقيق الاستقرار الإقليمى.