هل تعلم أن الكرياتين ليس مجرد مكمل غذائي لزيادة القوة العضلية؟ في الواقع، هذا المركب الذي يُعرف ارتباطه التقليدي ببناء العضلات واللياقة البدنية أصبح الآن محور دراسات صحية أظهرت فوائده التي تتجاوز الصالة الرياضية.

وفقًا لدراسات علمية حديثة، تبين أن الكرياتين يلعب دورًا محوريًا في تعزيز صحة الدماغ،  إذ أظهرت أبحاث متعددة أن هذا المكمل الغذائي يمكن أن يُحسن من الأداء العقلي والتركيز، ويساهم في دعم الذاكرة، بل ويظهر نتائج واعدة في علاج بعض الاضطرابات العصبية مثل مرض الزهايمر والاكتئاب.

تشير الأبحاث إلى أن الكرياتين يُحسن القدرة على التفكير بوضوح أكبر، ويعزز من تعلم المعلومات الجديدة، خاصة في فترات التعب أو قلة النوم، إنه يساعد على تجديد الطاقة الذهنية، مما يجعل من السهل التركيز وتنفيذ المهام العقلية بشكل أكثر فعالية. 

ولكن ما يجعل الكرياتين مثيرًا للاهتمام في الأوساط الطبية هو دوره المحوري في دعم الدماغ وتعزيز قدراته، بما في ذلك التأثيرات المحتملة في علاج حالات مرضية مثل الاكتئاب أو حتى إصابات الدماغ.

وفقًا لموقع Health الطبي، يُشير الباحثون إلى أن الكرياتين يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الدماغ مثل مرض الزهايمر، فقد أظهرت بعض الدراسات المبكرة أن مكملات الكرياتين يمكن أن تُساعد في تقليل تأثيرات هذا المرض المدمّر على الدماغ، وتُحسن من الوظائف العقلية لدى المصابين.

كما أظهرت أبحاث أخرى أهمية الكرياتين في تحسين وظائف الذاكرة والتركيز لدى الأفراد الذين يعانون من مشاكل معرفية خفيفة، بالإضافة إلى تعزيز مستويات الطاقة الذهنية في حالات القلق أو التوتر النفسي، هذا يجعل الكرياتين ليس فقط مكملًا للأداء البدني بل أداة محتملة لتحسين نوعية الحياة العقلية.

كيفية الاستخدام الصحيح للكرياتين

ينصح الباحثون بتناول جرعة تتراوح بين 3 إلى 5 غرامات يوميًا للحصول على الفوائد المتعددة للكرياتين، حيث أثبتت الأبحاث أن هذه الجرعة هي الأنسب لتحقيق نتائج فعّالة في تعزيز قدرة الدماغ، البعض قد يختار اتباع مرحلة تحميل يتناول فيها 20 إلى 25 غرامًا يوميًا لمدة 5 إلى 7 أيام، لكن الدراسات تشير إلى أن هذه الخطوة ليست ضرورية لتحقيق الفوائد المرجوة.

من المهم شرب كميات كافية من الماء عند تناول الكرياتين لتجنب بعض الأعراض الجانبية مثل الانتفاخ أو آلام المعدة، والتي يمكن أن تحدث عند بعض الأشخاص، وفي حين أن الكرياتين يعتبر آمنًا للبالغين، إلا أنه لم يتم إجراء دراسات كافية على تأثيراته الطويلة المدى على الأطفال أو المراهقين، ولذلك يُوصى بتوخي الحذر في استخدامه لهذه الفئات العمرية.