سعيد صالح… فنان البسمة العميقة

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الإثنين 10/نوفمبر/2025 - 01:20 م 11/10/2025 1:20:19 PM

كان سعيد صالح واحدًا من أولئك الفنانين الذين لا يمرّون مرورًا عابرًا في ذاكرة الفن، بل يتركون فيها أثرًا خالدًا. لم يكن ممثلًا كوميديًا فحسب، بل كان وجهًا شعبيًا صادقًا، يحمل في ملامحه مزيج البساطة والذكاء، وفي صوته نغمة الحياة المصرية بكل ما فيها من دفء وشقاوة وحكمة.

منذ إطلالته الأولى في «مدرسة المشاغبين»، وحتى تألّقه في «العيال كبرت» وسواها من الأعمال الخالدة، شكّل سعيد صالح مع جيله مدرسة قائمة بذاتها، جعلت من المسرح بيتًا للضحك الواعي، ومن الكوميديا وسيلة للتعبير عن الإنسان ومجتمعه. كان يعرف أن الضحك مسؤولية، وأنه لا يصنع الابتسامة فقط، بل يوقظ الفكر ويخفّف عن القلوب أثقالها.

ورغم ما مرّ به من محن وتقلّبات، ظلّ وفيًّا لفنّه وجمهوره، بسيطًا في حضوره، كبيرًا في عطائه، مؤمنًا بأن البهجة رسالة، وأن الفنان الحقيقي لا يعيش لنفسه، بل لمن يسعدهم.

رحل سعيد صالح، لكن صوته وضحكته ومواقفه ما زالت تسكن الذاكرة، تذكّرنا بأن الفن الصادق لا يشيخ، وأن الضحكة التي تولد من القلب… لا تموت، بل تبقى تعيش في قلوب الناس كلما احتاجوا إلى دفء الحياة.

تحية إلى روح الفنان الكبير الذي علّم أجيالًا أن البسمة أحيانًا… أبلغ من الكلام.

ads
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق