خلال لقاء جمع الرئيس الصيني شي جين بينج، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في بكين في سبتمبر الماضي، دار لقاء جانبي تحدثا خلاله عن إمكانية إطالة عمر الإنسان إلى 150 عاماً، مما أثار هذا الحوار تساؤلات الكثيرين حول مدى صحة ما ناقشا الزعيمان، فهل يمكن أن ينجح الإنسان يوماً ما في تحقيق ذلك ويتغلب على الشيخوخة كما نجح الطب في التغلب على العديد من الأمراض؟ أم أن هذا الحلم صعب المنال أو على الأقل حتى عصرنا هذا؟!
امبراطور الصين أمر بمشروع لإطالة عمره.. وانتهى بوفاته عن عمر 49 عامًا
صحيفة "نيويورك تايمز" نشرت تقرير مدعم بالبيانات والإحصائيات حول مشروع تعتكف عليه العديد من الشركات الصينية الرائدة في هذا التخصص لتحقيق هدف واحد وهو إطالة عمر الإنسان، وبشكل خاص القادة والزعماء الصينيين، الذين يحلمون بالخلود والعيش للأبد.
ففي مختبر لونفي للعلوم البيولوجية، وهي شركة ناشئة في مجال أدوية إطالة العمر في مدينة شنتشن جنوب الصين. صرح ليو تشينغ هوا، كبير مسؤولي التكنولوجيا في الشركة، التي طورت حبوبًا مضادة للشيخوخة تعتمد على مركب موجود في مستخلص بذور العنب أن:" بإمكان الإنسان العيش حتى سن 150 عامًا".
رحلة البحث العلمي عن الخلود تعود في الصين منذ أكثر من ألفي عام. إذ بدأ مع الإمبراطور الأول، تشين شي هوانغ، الذي أمر بحملة بحث وطنية لإطالة عمره، لكن توفي الإمبراطور عن عمر يناهز 49 عامًا، ربما بسبب التسمم بالزئبق الناجم عن علاج مضاد للشيخوخة.
والصين جعلت من صناعة طول العمر أولوية وطنية، حيث ضخت مليارات الدولارات في الأبحاث والمشاريع التجارية ذات الصلة، ووصل متوسط العمر المتوقع في الصين العام الماضي إلى 79 عاما، أي أعلى بخمس سنوات من المتوسط العالمي، وفقا لصحيفة الشعب، الناطقة باسم الحزب الشيوعي.
مشروع سري لإطالة عمر زعماء الصين
وفي عام 2019 انتشر مقطع فيديو وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، لعرض ترويجي لمستشفى عسكري نخبوي في بكين، تعالج كبار المسؤولين، وفي الفيديو، الذي تم حذفه بسرعة من قبل الرقابة الصينية، كانت المستشفى تقوم بعمل رائد في "مشروع صحة قادة 981" ويهدف إلى إطالة عمر كبار الشخصيات في الحزب إلى 150 عامًا.
وقال الفيديو "إن متوسط عمر الزعماء الصينيين أطول بكثير من عمر الزعماء في الدول المتقدمة"، في إشارة إلى عقود من العمل الذي قام به المستشفى لإبقاء زعماء على قيد الحياة مثل ماو تسي تونج، الذي توفي عن عمر يناهز 82 عاما في عام 1976، ودنج شياو بينج، الذي توفي عن عمر يناهز 92 عاما في عام 1997.
ومن بين الشركات الصينية التي استفادت من هذا التيار شركة "تايم باي"، وهي مجموعة مقرها شنغهاي بدأت نشاطها بتسويق المكملات الغذائية، وهي الآن تنظم مؤتمرات علمية وتنشر مجلة "الشيخوخة البطيئة، العيش الجيد".
جزر الخلود
وتدبر شركة سوبيريور ميد، أكبر "مستشفى لطول العمر" في العالم في مدينة تشنغدو الصينية، وروّجت لـ"جزر الخلود"، مع أنها أقرّت بعدم وجودها بعد. وكان مؤسس الشركة، لي ديل، غامضًا بشأن ما إذا كانت "جزر الخلود" ستكون أكثر من مجرد منتجعات صحية فاخرة تقدم فحوصات الدم وغيرها من أشكال الطب الوقائي في أماكن خلابة.
افتتح مختبر عام 2022 في برج تجاري في الصين بعد أن اكتشف علماء في شنغهاي أن مركبًا طبيعيًا موجودًا في مُستخلص بذور العنب - بروسيانيدين سي١ أو بي سي سي١ - يُطيل عُمر الفئران عن طريق قتل الخلايا المُسنّة بشكلٍ انتقائيّ، وحماية الخلايا السليمة. وعاشت الفئران المعالجة بالمركب لفترة أطول بنسبة 9.4% طوال حياتها - و64.2% أطول منذ بداية العلاج.
الكأس المقدس
لطالما اشتهرت بذور العنب كغذاء صحي في الغرب وفي الطب الصيني التقليدي. لكن لونفي تزعم أنها عزلت جزيئات بداخلها "تقضي على الخلايا الميتة" - وهي خلايا شيخوخة لا تموت وتضر بالخلايا السليمة - وأنها وجدت طريقة لإنتاج كبسولات تحتوي على تركيزات عالية من هذه الجزيئات.
وقال ييب تسجو، الملقب بزيكو، الرئيس التنفيذي لشركة لونفي."هذه ليست مجرد حبة دواء إضافية، بل هي الكأس المقدس".
وتعتقد الشركة أن حبوبها، إلى جانب نمط حياة صحي ورعاية طبية جيدة، يمكن أن تساعد الأشخاص على العيش لأكثر من 100 عام وحتى 120 عاماً.
وقال ديفيد فورمان، الأستاذ المشارك في معهد باك، وهو مركز أبحاث طبية حيوية في جامعة ستانفورد مخصص لأبحاث الشيخوخة، إن الحبوب الصينية "تبدو واعدة" ولكنها تحتاج إلى اختبارها في تجارب سريرية واسعة النطاق.














0 تعليق