قال الدكتور عبد المنعم سعيد، الكاتب والمفكر السياسي، إن فوز محمد ممداني بمنصب عمدة نيويورك، يشكل انتصارًا لافتًا ليس فقط على خصمه الجمهوري، بل أيضًا على منافسه الديمقراطي الذي ترشح كمستقل بعد هزيمته في الانتخابات التمهيدية، ويُظهر هذا النجاح القدرة الفائقة لممداني على بناء تحالف أقليات متماسك، وقدرته على حشد التأييد المناهض لخصومه من داخل وخارج الحزب.

​وأكد "سعيد"، خلال تصريحات تليفزيونية، أن ممداني نجح في تجميع مجتمع واسع ومتنوع من الأقليات المختلفة للوقوف بجانبه، مُعاديًا بذلك خصمه الجمهوري وخصمه الديمقراطي الذي انفصل عن الحزب ليترشح مستقلًا، ​وبهذا تثبت تجربة ممداني أنها مدهشة وتقدم نموذجًا جديدًا في المشهد الانتخابي الأمريكي، يرتكز على تهميش خصوم من النخبة التقليدية عبر حشد القواعد الشعبية الهامشية.

ولفت إلى أن نتائج هذه الانتخابات تُسلط الضوء مرة أخرى على الانقسام الجغرافي والإيديولوجي العميق الذي يمزق الولايات المتحدة، مؤكدًا أن القاعدة الانتخابية الموالية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليست في نيويورك أو في ولايات السواحل الليبرالية، بل تتركز في القلب الأوسط والجنوب للولايات المتحدة، وهذه الولايات، ذات الطبيعة الزراعية والصناعية الأقل تقدمًا، صوتت لترامب تحديًا لما يسمونه المؤسسة الشرقية والنخبة الأكاديمية في الشرق والغرب.

​ونوه بأنه يُنظر إلى فوز ممداني كدليل إضافي يُرسخ الانقسام الحاد داخل الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدًا وجود عالمين منفصلين، عالم السواحل الليبرالي وعالم القلب الداخلي المحافظ، وهو التحدي الذي سيبقى ماثلًا أمام أي قيادة أمريكية.