قال الكاتب طاهر المعتصم إن المذكرة الدبلوماسية التي تقدّمت بها أكثر من 50 دولة لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة لعقد جلسة طارئة بشأن الوضع في الفاشر، تمثل "خطوة بالغة الأهمية" رغم طابعها الرمزي، لأنها تعبّر عن إجماع دولي متنامٍ ضد جرائم ميليشيات الدعم السريع، وتشكل بداية حقيقية في مسار منع الإفلات من العقاب ومساندة الضحايا الذين يعانون منذ أشهر من الانتهاكات الممنهجة في إقليم دارفور.
الدعم السريع ارتكب جرائم إبادة في الفاشر
وأوضح المعتصم في تصريح خاص لـ"الدستور" هذه الخطوة تأتي في أعقاب جرائم الإبادة والفظائع الإنسانية التي ارتكبتها ميليشيات الدعم السريع خلال سيطرتها على مدينة الفاشر، والتي تضمنت عمليات قتل جماعي ودفن مئات الجثث في مقابر جماعية، إلى جانب حصار المدنيين وقطع المساعدات الإنسانية عن مئات الآلاف من السكان.
التطورات الميدانية أثارت قلقًا واسعًا في الأوساط الدولية
وأضاف أن هذه التطورات الميدانية أثارت قلقًا واسعًا في الأوساط الدولية، ودَفعت المجتمع الدولي للتحرك أخيرًا بعد فترة طويلة من الصمت.
وأشار إلى أن جلسة مجلس حقوق الإنسان المقررة في 14 نوفمبر الجاري تشكل اختبارًا حقيقيًا لمدى جدية المجتمع الدولي في مواجهة الانتهاكات في السودان، مؤكدًا أن السودانيين يترقبون ما سيصدر عنها من قرارات أو توصيات يمكن أن تمهد لفتح تحقيقات دولية شاملة ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة.
وتابع المعتصم قائلًا إن "الرمزية في هذا التحرك لا تقل أهمية عن مضمونه، فهي تضع جرائم الدعم السريع في دائرة الضوء الدولي مجددًا، وتكسر محاولات التعتيم والتبرير، كما تعيد القضية السودانية إلى صدارة الاهتمام العالمي بعد أن طغت عليها أزمات إقليمية أخرى".
المنظمة الدولية للهجرة أعلنت نزوح أكثر من 81 ألف شخص من المدينة
وفي ما يخص آخر التطورات الميدانية في الفاشر، أوضح المعتصم أن المنظمة الدولية للهجرة أعلنت نزوح أكثر من 81 ألف شخص من المدينة خلال الأيام الماضية، مشيرًا إلى أن مدينة الدبة في شمال السودان استقبلت آلاف النازحين الفارين من جحيم الحرب، فيما لا تزال حركة النزوح مستمرة بوتيرة متصاعدة وسط ظروف إنسانية بالغة الصعوبة.
وأضاف أن ميليشيات الدعم السريع أعلنت مؤخرًا التزامها بالهدنة التي أعلنتها "الرباعية الدولية"، إلا أن الواقع الميداني يناقض ذلك تمامًا، حيث شهدت ولايتي الخرطوم وأم درمان صباح اليوم قصفًا جويًا جديدًا، ما يشير حسب قوله إلى أن الأوضاع "مرشحة لمزيد من التصعيد العسكري" في الأيام المقبلة.
وختم المعتصم تصريحه قائلًا: "ما لم يتحرك المجتمع الدولي بخطوات عملية لوقف الحرب ومحاسبة الجناة، فإن السودان يتجه نحو كارثة أكبر، ولن يكون ضحاياها محصورين داخل حدوده فقط".












0 تعليق