أعلنت رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة نانسي بيلوسي، اليوم الخميس، أنها لن تترشح لإعادة انتخابها لعضوية مجلس النواب في الانتخابات المقبلة، منهية بذلك مسيرة سياسية استمرت لأكثر من ثلاثة عقود، شهدت خلالها أدوارًا محورية جعلتها واحدة من أبرز الشخصيات في التاريخ السياسي الأمريكي الحديث.
وقالت بيلوسي، في بيان رسمي صادر عن مكتبها، إنها قررت "إفساح المجال أمام جيل جديد من القادة"، مؤكدة أن الوقت قد حان "لتمكين أصوات جديدة من مواصلة الدفاع عن الديمقراطية الأمريكية وقيم الحرية والمساواة".
وأضافت: "لقد كان شرفًا عظيمًا أن أمثل مدينة سان فرانسيسكو في الكونجرس طيلة هذه السنوات، وأن أعمل من أجل الشعب الأمريكي في أوقات مليئة بالتحديات والإنجازات".
وتُعد نانسي بيلوسي، التي تبلغ من العمر 85 عامًا، أول امرأة في تاريخ الولايات المتحدة تتولى رئاسة مجلس النواب، وهو المنصب الذي شغلته مرتين؛ الأولى بين عامي 2007 و2011، والثانية بين عامي 2019 و2023.
وخلال مسيرتها، لعبت دورًا رئيسيًا في تمرير تشريعات بارزة، منها قانون الرعاية الصحية الشامل (أوباما كير)، وحزم التحفيز الاقتصادي خلال الأزمة المالية العالمية، بالإضافة إلى قيادة المجلس خلال محاكمتي عزل الرئيس السابق دونالد ترامب.
وأشادت شخصيات ديمقراطية وجمهورية على حد سواء بمسيرة بيلوسي، حيث وصفها الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنها "رمز للقوة والحكمة السياسية"، مضيفًا أنها "قادت المجلس في أوقات عصيبة بحزم وإصرار، وكرست حياتها لخدمة الوطن والدفاع عن الديمقراطية".
في المقابل، رأى مراقبون أن قرار بيلوسي بعدم الترشح يمثل نهاية حقبة سياسية داخل الحزب الديمقراطي، الذي يمر بمرحلة إعادة تشكيل داخلية في ظل تصاعد نفوذ التيار التقدمي وصعود وجوه شابة تسعى إلى تجديد الخطاب السياسي للحزب قبل الانتخابات العامة المقبلة.
وأشارت وسائل إعلام أمريكية إلى أن بيلوسي ستواصل العمل في المجال العام، لا سيما في دعم قضايا الديمقراطية وحقوق المرأة، من خلال مؤسسات غير ربحية ومبادرات بحثية تهدف إلى تمكين القيادات النسائية وتعزيز المشاركة السياسية.
يُذكر أن بيلوسي انتُخبت لأول مرة في عام 1987 عن ولاية كاليفورنيا، ومنذ ذلك الحين أصبحت من أكثر النواب نفوذًا في تاريخ الكونجرس، حيث عُرفت بقدرتها على حشد الدعم التشريعي داخل الحزب الديمقراطي، وإدارة الملفات السياسية الحساسة بحنكة وصرامة.
وبإعلانها الانسحاب من الحياة البرلمانية، تُغلق نانسي بيلوسي فصلًا سياسيًا حافلًا بالإنجازات والتحديات، تاركة إرثًا كبيرًا في الحياة العامة الأمريكية، وممهدة الطريق لجيل جديد من القيادات الديمقراطية التي ستواصل حمل راية الدفاع عن قيم الحزب ومبادئ الديمقراطية الأمريكية.












0 تعليق