الخميس 06/نوفمبر/2025 - 08:13 م 11/6/2025 8:13:01 PM
بكل تأكيد، ليست المرأة المطلقة امرأة ضعيفة أو متهورة كما تصورها العقلية الذكورية المتخلفة فى البوستات المنتشرة على السوشيال ميديا هذه الأيام، بل هناك العديد من القصص التى تثبت أنه فى الكثير من الأحيان، نجد أن المرأة المطلقة هى التى وصلت إلى آخر طريق الاحتمال، وبعد معارك طويلة مع الألم والقهر والخذلان.. اختارت أن تقول: كفى.
هى لم تخرج من بيتها بشكل عشوائى أو عبثى، ولم تطلب الطلاق نزوة، بل لأنها استنفدت كافة السبل المتاحة والطرق الممكنة لتصحيح مسار حياتها الزوجية، ولم تجد سوى جدار الصمت والإهانة والتنصل من المسئولية أمامها.
بكل تأكيد، لست مع الطلاق، ولا أدعو إليه، ولكننى مع النجاة حين يتحول البقاء إلى موت بطىء. الطلاق ليس قرارًا سهلًا تقرره المرأة على الإطلاق، بل هو السيناريو الأخير حين تصبح الكرامة مهددة، والروح مثقلة بما لا تحتمل.
المرأة المطلقة هى امرأة رفضت أن تعيش الذل بحجة أن تسمى «متزوجة» أو تحت مظلة رجل عديم النخوة، اتساقًا مع المثل الفاسد «ضل راجل ولا ضل حيطة».
المرأة المطلقة هى التى اختارت أن تحترم نفسها حين تجاهلها الآخرون، وأن تصون إنسانيتها حين كان المطلوب منها أن تصمت. هى لم تهرب من الزواج، بل هربت من الظلم، ومن القهر، ومن حياة بلا احترام ولا تقدير، ومن شخص لا يعرف مسئولية الرجل الحقيقى.
المرأة المطلقة ليست دائمًا امرأة فاشلة؛ بل كثيرًا ما تكون أكثر وعيًا، وأكثر صدقًا، وأشد قوة من أولئك اللواتى يقررن الصمت خوفًا من أسرتها أو من المجتمع.
المرأة المطلقة هى التى واجهت تحديات ومشكلات وسوء تفاهم. حاولت وصبرت، ثم حين لم تجد سبيلًا للحياة بكرامة وعزة نفس، اختارت أن تخرج من الظلام إلى الحياة.
المرأة المطلقة هى امرأة قوية.. لأنها حطمت قيود الوهم، وكسرت جدران الخوف من كلام الناس، ووقفت أمام مجتمع ذكورى.. يصفق للرجل حين يبدأ من جديد، ويجلد المرأة حين تختار أن تكمل حياتها بكرامة. وهى ليست سيئة، كما يظن هذا المجتمع المريض.
المرأة المطلقة هى التى اختارت أن تكمل مسيرتها بإرادتها، وألا تبقى فى علاقة تهينها، وأن تعيد تعريف نفسها كامرأة حرة ومسئولة.
المرأة المطلقة هى امرأة قست عليها الظروف وظلمتها.. لكنها لم تستسلم، امرأة خرجت من التجربة محاطة بالجروح، ولكنها خرجت منها أكثر نضجًا وأكثر وعيًا بقيمتها ومكانتها.
المرأة المطلقة هى التى لا تحتاج نظرة شفقة ولا إدانة، بل احترامًا لحكاية تحمل فى طياتها وجعًا وشجاعة نادرتين.
نقطة ومن أول الصبر..
لا تستهينوا بالمرأة المطلقة.. وراء كل مطلقة قصة حرب صامتة، انتهت بانتصار الكرامة.
هى ليست ضد الزواج، ولكنها ضد الظلم، وضد أن يختزل أحد وجودها فى رجل.
هى لا تهدم البيوت، بل تنقذ ما تبقى من روحها حين ينهار كل شىء.
المرأة المطلقة.. هى امرأة قوية.. وليست صيدة أو مكسورة النجاح.













0 تعليق