كشفت الكاتبة ضحى عاصي، عضو لجنة الثقافة والإعلام والآثار بالبرلمان، عن قرب استئناف العمل في مشروع دار أوبرا المنصورة (مسرح المنصورة القومي)، مؤكدة أن الشركة المنفذة ستعاود العمل في الموقع خلال الشهر الجاري، على أن يتم افتتاح المشروع رسميًا خلال عامين.
وقالت "عاصي" في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، إن هيئة مستشاري مجلس الوزراء وافقت في 12 مارس الماضي على إسناد استكمال أعمال ترميم وتطوير مسرح المنصورة القومي إلى شركة المقاولون العرب بالأمر المباشر.
وأضافت أن اجتماع مستشاري مجلس الوزراء انتهى إلى تكليف وزارة الثقافة بتقديم مذكرة تفصيلية توضح البنود المطلوب الموافقة عليها من المجلس بدقة، تنفيذًا لقرار مجلس الوزراء في جلسته رقم (31) بتاريخ 19 فبراير 2025، بالموافقة على إسناد المشروع إلى شركة المقاولون العرب بقيمة تقديرية بلغت 501.99 مليون جنيه.
وأشارت إلى أنه يجري حاليًا التنسيق بين وزارة الثقافة ودار الأوبرا المصرية لإعداد مذكرة شاملة يرفعها وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو إلى مجلس الوزراء لاعتماد الجدول الزمني النهائي للمشروع.
كانت أوبرا المنصورة - أو ما يُعرف تاريخيًا بـ«مسرح المنصورة القومي»- قد توقفت عن العمل منذ أكثر من عقد، بعد أن تضررت أجزاء واسعة منها إثر التفجير الإرهابي الذي استهدف مبنى مديرية أمن الدقهلية في ديسمبر 2013، لتتحول إلى مبنى مغلق يلفّه الغبار رغم رمزيته الثقافية والتاريخية.
ويُعد المسرح من أقدم وأعرق المنشآت الثقافية في دلتا مصر، إذ كان جزءًا من ملحقات قصر أمينة هانم زوجة الخديوي توفيق، وشُيّد عام 1870، قبل أن يُعاد تصميمه عام 1902 على يد المهندس الإيطالي ماريللي، الذي أضفى عليه طرازًا معماريًا فريدًا يجمع بين الفخامة الكلاسيكية والطابع الأوروبي العصري.
وتضم الأوبرا قاعات متعددة الاستخدام، وديوان مجلس بلدية المنصورة، وعددًا من الغرف الإدارية وصالة فسيحة لإقامة أعضاء المجلس البلدي، بالإضافة إلى مسرح يتسع لنحو 650 مقعدًا، جعل منه مركزًا فنيًا وثقافيًا بارزًا في محافظات الوجه البحري.
شهد المسرح آخر افتتاح رسمي له عام 1964، تزامنًا مع احتفالات محافظة الدقهلية بعيدها القومي في 7 مايو، واستمر في تقديم العروض المسرحية والفنية لعقود، قبل أن يتعرض للتدمير الجزئي عام 2013.
وترى الكاتبة ضحى عاصي، أن إعادة إحياء أوبرا المنصورة تمثل «رسالة ثقافية وتنموية» بالغة الأهمية لمحافظات الدلتا، قائلة:"عودة أوبرا المنصورة للحياة ليست مجرد مشروع ترميم، بل خطوة لاستعادة الوعي الفني في قلب الدلتا، وفرصة لخلق حالة ثقافية جديدة تُعيد للمحافظة دورها التاريخي كمركز إشعاع ثقافي".
وتابعت أن المشروع «سيوفر فرص عمل ويخلق حراكًا ثقافيًا واقتصاديًا واسعًا في المدينة، ويعيد المنصورة إلى خريطة الفعاليات الفنية الكبرى بعد سنوات من التوقف».
يبقى مسرح المنصورة القومي شاهدًا على تحولات المدينة منذ القرن التاسع عشر وحتى اليوم، من عصر الخديوي إلى زمن الجمهورية الجديدة. واليوم، وبينما تُرفع لافتات العودة إلى العمل، يستعيد المسرح روحه القديمة، منتظرًا أن تعود إليه الأضواء من جديد، ليصدح فوق خشبته صوت الفن بعد صمتٍ دام اثني عشر عامًا.


















0 تعليق