أعلنت سيول اليوم الثلاثاء أن كوريا الشمالية أرسلت دفعة جديدة مكونة من 5000 جندي إضافي إلى روسيا، في خطوة تعكس تصاعد التعاون العسكري بين البلدين، وتثير مخاوف متزايدة في الغرب من انخراط بيونغ يانغ المباشر في الحرب الأوكرانية.
وبحسب مسؤولين كوريين جنوبيين، فإن القوات الجديدة تم إرسالها في إطار اتفاقيات غير معلنة تتعلق بالدعم اللوجستي والعملياتي داخل الأراضي الروسية، في حين امتنعت موسكو عن التعليق رسميًا على هذه التحركات.
خطوة تزيد توتر شبه الجزيرة الكورية
التحركات العسكرية الكورية الشمالية تأتي في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، إذ تعتبر سيول وطوكيو أن إرسال قوات إلى روسيا يشكل خرقًا لقرارات مجلس الأمن التي تحظر على بيونغ يانغ أي تعاون عسكري خارجي.
ويرى محللون أن هذه الخطوة قد تفتح بابًا لمزيد من المواجهات الدبلوماسية، وتدفع واشنطن إلى تعزيز حضورها العسكري في المحيط الهادئ، وسط مخاوف من تحول التحالف الروسي-الكوري إلى جبهة متكاملة ضد الغرب.
إرسال الجنود جزء من اتفاقية موسعة
ذكرت قناة العربية أن إرسال كوريا الشمالية للجنود الجدد يأتي ضمن اتفاقية موسعة بين موسكو وبيونغ يانغ تشمل تبادل مساعدات عسكرية وتكنولوجية، مقابل حصول كوريا الشمالية على دعم اقتصادي وغذائي من روسيا.
وأضافت القناة أن هذه التطورات تأتي بعد أشهر من تقارير تحدثت عن إرسال مهندسين وفنيين كوريين شماليين للمساعدة في عمليات الصيانة العسكرية الروسية، ما يشير إلى تعميق غير مسبوق للعلاقات بين البلدين.
قلق دولي وتحذيرات من تصعيد جديد
ردود الفعل الدولية لم تتأخر، إذ أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن "قلق بالغ" من إرسال القوات، معتبرة أن بيونغ يانغ تخرق بشكل واضح التزاماتها الدولية.
كما طالبت الأمم المتحدة روسيا بالامتناع عن استخدام مقاتلين أجانب أو قوات من دول خاضعة للعقوبات الدولية، فيما أكدت سيول أنها تراقب التحركات عن كثب بالتعاون مع واشنطن وطوكيو.
تحالف عسكري يغير موازين الحرب الأوكرانية
يرى محللون أن انخراط كوريا الشمالية بهذا الحجم في الدعم العسكري لروسيا قد يغير توازن القوى الميدانية في الحرب الأوكرانية، خصوصًا مع تزايد التقارير عن مشاركة مرتزقة ومقاتلين من دول أخرى في الصراع.
ويشير المراقبون إلى أن بيونغ يانغ تسعى من خلال هذه الخطوة إلى تثبيت موقعها كشريك استراتيجي لروسيا في مواجهة الغرب، ما قد يؤدي إلى بروز محور جديد في السياسة الدولية، يربط بين موسكو وبيونغ يانغ وطهران.













0 تعليق