قال الصحفي السوداني طاهر المعتصم إن "سقوط مدينة الفاشر في يد ميليشيا الدعم السريع الأسبوع الماضي شكّل كارثة بكل المقاييس"، موضحًا أن المقاطع المصورة التي نشرها أفراد من الميليشيا على مواقع التواصل الاجتماعي كشفت بوضوح حجم العنف الممنهج الموجه ضد المدنيين.
وأضاف المعتصم، لـ"الدستور" أن تلك الفيديوهات "توثق لجرائم إعدام خارج نطاق القانون وقتل متعمد بحق الأبرياء"، مشيرًا إلى أن ما يجري في الفاشر "ليس مجرد تجاوزات فردية بل سياسة ممنهجة ترمي إلى بث الرعب وتفريغ المدينة من سكانها".
اختفاء 13 صحفيًا سودانيًا منذ سقوط الفاشر
وأوضح المعتصم أن لجنة حماية الصحفيين الأمريكية كانت قد أكدت في تقرير حديث لها اختفاء 13 صحفيًا سودانيًا منذ سقوط المدينة، في حين أصدرت نقابة الصحفيين السودانيين سلسلة من البيانات المتتالية قبل الأحداث وأثناءها حذّرت فيها من وجوب حماية الصحفيين والعاملين في المجال الإعلامي، خصوصًا في مناطق النزاع.
وأشار إلى أن النقابة "رفضت بشدة اعتقال المراسل الصحفي معمر إبراهيم عقب دخول الميليشيا إلى الفاشر، وطالبت بالإفراج الفوري عنه وعن جميع الصحفيين المختطفين".
وبين أن النقابة كوّنت غرفة عمليات خاصة لمتابعة أوضاع الصحفيين المفقودين، حيث تتباين الأرقام حول عددهم الحقيقي بين ما ورد في تقرير لجنة الحماية وما رصدته النقابة، موضحًا أن الأخيرة نجحت في التواصل مع بعض الصحفيين الذين تمكنوا من الهروب إلى مناطق أكثر أمانًا، بينما لا يزال مصير آخرين مجهولًا.
وأضاف أن النقابة تلقت بلاغات حول تعرض ثلاث صحفيات لاعتداءات جنسية، مشيرًا إلى أن التحقيقات لا تزال جارية للتأكد من صحة تلك الوقائع.
وقال المعتصم إن ما يحدث هو "نهج متكامل للميليشيا، فالعنف الممنهج ضد المدنيين وضد الصحفيين والعاملين في المجال الإنساني بات أداة تستخدمها قوات الدعم السريع لإسكات الأصوات وكسر إرادة السكان"، لافتًا إلى أن بعض الصحفيين أُجبروا على دفع فدية مالية مقابل إطلاق سراحهم بعد اختطافهم من منازلهم أو مقار عملهم، مؤكدًا أن العنف الجنسي أصبح أحد أدوات الترهيب، حيث يتم استهداف النساء كوسيلة لإذلال المجتمعات المحلية.
وختم الكاتب الصحفي تصريحه بالتأكيد على أن الحل الأمثل لإنقاذ المدنيين في الفاشر وبقية المدن السودانية يتمثل في الوصول إلى هدنة حقيقية تفتح الممرات الإنسانية وتسمح بمرور الإغاثة، مشيرًا إلى أن مدنًا أخرى مثل الدلنج وبابنوسة لا تزال محاصرة من قبل الميليشيا، ما يجعل الأوضاع الإنسانية أكثر خطورة.
وأضاف أن "ترحيب الشعب السوداني ومصر ودول الجوار بأي هدنة مقبلة يعكس تطلع الجميع إلى إنهاء هذه المأساة ووقف نزيف الدم في دارفور والسودان عمومًا".













0 تعليق