قال المحلل السياسي، نعمان أبو عيسى، إن الصين تُعد قوة صاعدة عالميًا، والتوتر مع الولايات المتحدة ليس جديدًا، إذ بلغ ذروته عندما زارت رئيسة مجلس النواب الأمريكية نانسي بيلوسي تايوان، ما أدى إلى تجميد بعض العلاقات العسكرية بين البلدين.
وأشار خلال مداخلة عبر إكسترا نيوز، إلى أن الرئيس ترامب تمكن من عقد لقاءات مباشرة مع نظيره الصيني، ما ساهم في خفض مستوى التوتر والتوصل إلى تفاهمات اقتصادية محدودة، مضيفًا أن الاتفاقات بين الطرفين شملت تبادلًا تجاريًا في مجالات المعادن الثمينة والتكنولوجيا المتقدمة، إلى جانب تعهد الصين باستيراد السلع الأمريكية، مع تخفيض الرسوم الجمركية المتبادلة.
ولفت "أبو عيسى"، إلى أن هذه التفاهمات ستدخل حيز التنفيذ بداية من نوفمبر الجاري ولمدة عام واحد فقط، ما يعني إمكانية تجدد التوتر لاحقًا.
وتابع أن النظريات تختلف بشأن نوايا الصين، فهناك من يرى أنها لا تسعى إلى الهيمنة أو فرض نفوذ استعماري على جيرانها، بينما يعتبر آخرون أنها قد تتحدى الوجود الأمريكي في بحري الصين الجنوبي والشرقي، موضحًا أن بعض المراقبين يرون أن بكين لا تمانع الوجود الأمريكي في شرق آسيا لتجنب سباق تسلح نووي محتمل من قبل اليابان.
وأكد "أبو عيسى" أن الصين تركز على الاقتصاد أكثر من المواجهة العسكرية، معتبرًا أن واشنطن تجد صعوبة في التكيف مع عالم متعدد الأقطاب بعد أن اعتادت التفرد بالقيادة منذ انهيار الاتحاد السوفيتي.
وأضاف أن روسيا عادت كقوة عسكرية مؤثرة، بينما أصبحت الصين قطبًا اقتصاديًا صاعدًا، ما شكل ضغطًا على الإدارة الأمريكية الحالية، مشيرًا إلى أن واشنطن تعمل حاليًا على تعزيز تحالفاتها في شرق آسيا لاحتواء النفوذ الصيني، في حين تواصل بكين توسيع علاقاتها التجارية والاقتصادية عالميًا، معتبرة أن النفوذ الاقتصادي هو طريقها للهيمنة الاستراتيجية.
وحول قضية تايوان، أوضح "أبو عيسى" أن الصين تعتبر الجزيرة جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، بينما تدعم الولايات المتحدة نظامًا مستقلًا لتايوان، وهو ما ترفضه بكين، مضيفًا أن الصين تفضل التركيز حاليًا على التنمية الاقتصادية وبناء أسطول بحري متنامٍ يعزز حضورها في البحار، مع التزامها بتفاهم عسكري مع واشنطن لتجنب أي سوء تفاهم ميداني.
وأكد "أبو عيسى" أن الصين لا ترغب في مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة، إذ استفادت من بيئة سلمية سمحت لها ببناء قوتها الصناعية والتجارية، في وقت استنزفت فيه أمريكا مواردها في حروب خارجية، لافتًا إلى أن الصين تسيطر حاليًا على نحو 90% من إنتاج المعادن النادرة، التي تعد أساس الاقتصاد العالمي المستقبلي، وهو ما يمنحها نفوذًا استراتيجيًا يصعب على أي دولة أخرى اللحاق به في المدى القريب.








0 تعليق