المتحف المصري الكبير... يوم يبعثون من جديد

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

السبت 01/نوفمبر/2025 - 05:58 م 11/1/2025 5:58:58 PM

كتب لهم الخلود..أبت الحضارة الإنسانية ان يدفن تراثهم  ويتواري تحت الثري..حضارة احترمت المصري القديم فاحترمناهم وكان  المتحف المصري الكبير  صرحا حضاريا يتجدد المجد بين الحاضر والماض، يروي قصة الأجداد ويكتب وثيقة تاريخية للبشرية جمعاء، يخبرنا هنا عاشت حضارة مصرية قديمة منذ آلاف السنين، واليوم يبعثون من جديد.
في أغسطس ٢٠٠٥ كانت الرحلة الأخيرة والمستقر لثمثال "رمسيس الثاني"، حيث ودعه المسافرون من محطة رمسيس  والوافدون  من كل حدب وصوب، كما  ودعه سكان وسط المدينة  من شرفاتهم بالدموع وكلمات الرثاء، منذ تلك اللحظة لن يكون بينهم أعظم ملوك القدماء المصرييون.. لقد اختاروا له مقرا جديد من القاهرة إلي الجيزة بالقرب من الإهرامات الثلاث.. لم يكن الأمر سهلا،١٧ ساعة سيرا علي عربات خاصة والجميع يترقب تلك الرحلة والمسافة الشاقة خوفا علي صلابة وجمود "رمسيس الثاني" ذلك القائد المغوار  الذي لم يهزم في معاركه، كان قائدًا عسكريًا بارعًا في حملاته على الحيثيين والليبيين، كما اشتهر بتوسعاته المعمارية الضخمة، حيث أسس مدينة "بي رمسيس" وأمر ببناء معابد ضخمة مثل معبد أبو سمبل والرامسيوم في فترة حكمه التي امتدت إلي  66 عامًا تقريبًا، من عام 1279 إلى 1213 قبل الميلاد... في عهد رمسيس الثاني وقعت اول اتفاقية سلام مع الحيثيين بعد انتصاره عليهم وهو الأمر الذي يفسر أن مصر علي مر العصور أرض السلام وشعبها دعاة سلام.
هذا البطل المغوار يكون الليلة  في استقبال ضيوف مصر 
.."رمسيس الثاني" في استقبال ٧٩ وفدا رسميا من بينهم ٣٩ وفدا برئاسة ملوك وأمراض ورؤساء ودول وحكومات.. في بهو المتحف الكبير يقف  رمسيس الثاني شامخا رافع الرأس مع  رفاق الحضارة المصرية يخبرهم عن قصة ٧٥ الف قطعة أثرية لحقب مختلفة من الحضارة المصرية القديمة، كما يؤكد أن هناك قطع أثرية يبلغ مجملها نحو ١٠٠ ألف قطعة أخري  سيتم عرضها لاحقا، وان المتحف لم ولن يحتوي علي أي آثار غير آثر مصري عريق.
المصرييون يشعرون بالفخر مع هذا الافتتاح الرسمي للمتحف الكبير..لقد زينت صفحات التواصل الاجتماعي بصورهم الفرعونية باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي.. صور بالزي الفرعوني الفديم حبا وعشقا لتراث الأجداد..كأنها ليلة عيد والعالم جاء مشاركا فرحتنا.. والرهان علي إنجاح هذه لاحتفالية في ابهي صورها... لقد تغيرت المنطقة المحيطة بالمتحف الكبير، صورة بصرية مذهلة من انجازات تمت في فترة محدودة رغم الظروف التي تمر بها مصر، الشوارع جديدة مصممة لتتحدي الزمن احتراما للحضارة المصرية القديمة..كانت فكرة المتحف من إبداع الفنان الوزير فاروق حسني، أقرها الرئيس مبار، ورفع قواعدها وشيدها الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يحمل علي عاتقة بناء مصر جديدة تليق بالحضارة المصرية العريقة مسافرا بها عبر الزمن من أجل أجيال قادمة.. عاشت مصر عاشت حرة أبية في كل العصور والأزمان.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق