قال العميد دكتور طارق العكاري المتخصص في الشأن الاستراتيجي والاقتصاد العسكري، إن مؤتمر شرم الشيخ وزيارة اللواء حسن رشاد رئيس المخابرات العامة المصرية لإسرائيل ولقائه بقادة الفصائل الفلسطينية عبارة عن أساسات ودور أول وثاني في بناء نهاية الحرب بين إسرائيل وفلسطين "قطاع غزة".
مصر هي الوسيط الوحيد الذي يمتلك القوة والقدرة علي تحييد وتحجيم أي طرف إقليمي أو دولي
وأكد العميد طارق العكاري، فى تصريح لـ"الدستور"، أن مصر من تحمل على عاتقها مسؤولية القضية الفلسطينية منذ عقود وبالرغم من دخول وسطاء وأطراف اخري في بعض فصول النزاع للحل والوساطة، مؤكدا ان مصر تظل هي الوسيط الوحيد الذي يمتلك القوة والقدرة علي تحييد وتحجيم أي طرف إقليمي أو دولي.
وأشار الى ان القوة هنا ليست القوة العسكرية فقط بل قوة العلاقات الخارجية بتوازناتها وقوة الدبلوماسية المصرية والأجهزة الأمنية داخل وخارج مصر ومالها من تأثيرية وعلاقات قوية مع نظرائها في كل دول العالم وهم من يصنعون القرار في النهاية، مشيرًا الى ان لولا القوة العسكرية وما سبق ذكره بين قوي مركزية لمصر لما كانت انتهت نزاعات كثيرة نشأت بين إسرائيل وفلسطين منذ 2005.
لقاء حاسم للفصائل الفلسطينية في القاهرة
عن لقاء الوزير اللواء حسن رشاد مع قادة الفصائل الفلسطينية، قال العميد طارق العكاري إنه كان النداء الأخير للدولة الفلسطينية، مؤكدًا أن الدولة الفلسطينية تمر بمرحلة غاية في الدقة، وأنه إن لم يتوحد الصف الفلسطيني ويغلب كل طرف المصلحة الوطنية على الانتهازية السياسية أو المصلحة الإدارية، ستصبح الدولة الفلسطينية في وضع حرج للغاية.
قطاع غزة حاليًا تحت سيطرة أكثر من فصيل
وتابع المتخصص في الشأن الاستراتيجي: نحن الآن لا نقف عند حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بل نقف على الحيلولة دون تقسيم غزة نفسها وفصل القطاع بالكامل عن الضفة.
وأضاف: الحقيقة الميدانية أن قطاع غزة حاليًا تحت سيطرة أكثر من فصيل وليس تحت سيطرة حماس بالكامل، ففي الجنوب مجموعة ياسر أبو شباب، وفي الوسط جماعة رامي حلس وحسام الأسطل، وفرقة أشرف المنسي في الشمال.
وأشار إلى أن غالبية هذه المجموعات تدار بشكل لا مركزي، وأغلبها مواتٍ ومموَّل من إسرائيل، وهم من قاموا بعملية خرق وقف إطلاق النار الأخيرة في رفح.
وحذر العميد الدكتور طارق العكاري مما هو قادم لفلسطين (قطاع غزة)، موضحًا أن ذلك ما تم توضيحه لقادة الفصائل في مصر، مؤكدًا أن القاهرة فعلت كل ما يلزم للحفاظ على القضية الفلسطينية وحمايتها، وتكبدت حروبًا وشهداء وخسائر مالية ودبلوماسية كبيرة على مدار عقود طويلة سابقة.
لا أحد يزايد على دور مصر
وأضاف المتخصص في الشأن الاستراتيجي أنه لا أحد يزايد على دور مصر الذي طالما كان أفعالًا ولم يكن يومًا أقوالًا، مضيفًا أن مصر غيرت الصورة الذهنية المتوازنة عن إسرائيل عند دول كبيرة ولها وزنها في العالم.
وتابع: وقد رأينا التغيرات العكسية في الاتجاهات السياسية لكبرى الدول الأوروبية، حتى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قام رئيسها بتغيير ميوله السياسية نوعًا ما بعد أن حشدت مصر العالم كله ضد إسرائيل، وأطلعت رؤساء الدول والأجهزة الأمنية بفداحة ما ارتكبته إسرائيل من جرائم حرب وإبادة وتجويع.
توحيد الصف الفلسطيني
وأكد العميد طارق العكاري أن المرحلة الثانية من الاتفاق سوف تتم، لكن إسرائيل ستقوم بالمماطلة لكسب الوقت واستغلال الظرف الانقسامي في الصف الفلسطيني وتعميقه، لافتًا إلى أن إسرائيل الآن في حالة ارتباك سياسي وانقسام داخلي، وعندما يحين وقت حساب نتنياهو وحكومته على ما تم إهداره من أموال على حرب بلا جدوى ولا هدف عسكري وانتهت بدون تحقيق نصر تكتيكي أو استراتيجي.
وأوضح العكاري أنه رغم كل هذه القوى والدعم الأمريكي والغربي اللامحدود، لم تستطع الميليشيات الإسرائيلية القضاء على قدرات حركة مقاومة في قطاع تزيد مساحته عن ثلاثمائة كيلومتر مربع بقليل، ولم تستطع استرجاع المحتجزين على مدار عامين.
وأكد العميد طارق العكاري أنه يجب توجيه كل الجهود لتوحيد الصف الفلسطيني تحت إدارة واحدة، بتمويل واحد مراقب، وعلى أن يتوقف تمويل الحركات والتنظيمات المسلحة داخل فلسطين من دول إقليمية تتعارض مصالحها مع مصلحة الشعب الفلسطيني، علاوة على أن تعارض تواجد تنظيم مسلح داخل أي دولة يُمول من خارجها مع مصلحة الدولة، مؤكدًا أنه في نهاية الأمر القرار يكون للممول وليس لمصلحة الشعب الوطنية.
كما أكد أن الدول لا تقوم على فصائل أو حركات أو تنظيمات، مشيرًا إلى أن مفهوم الدولة هو القدرة على بسط سيادتها على كافة حدودها واحتكار القوة العسكرية للجيش الوطني.












0 تعليق