تأثيرات تغيير التوقيت على الساعة البيولوجية لجسم الإنسان

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مع اقتراب تطبيق التوقيت الشتوي في مصر بدءًا من صباح الغد، يعود الجدل السنوي حول تأثير هذا التغيير البسيط في الساعة على جسم الإنسان وصحته النفسية والبدنية. 

فعلى الرغم من أن تقديم أو تأخير الساعة يبدو أمرا بسيطا، فإن الدراسات العلمية تؤكد أن هذا التعديل يؤثر مباشرة على الساعة البيولوجية للجسم، وهي النظام الداخلي الذي ينظم دورات النوم والاستيقاظ والأنشطة الحيوية اليومية.

الساعة البيولوجية تعمل كمنبه داخلي يعتمد على ضوء النهار والظلام لتنظيم إفراز الهرمونات مثل الميلاتونين المسؤول عن النوم، والكورتيزول الذي يمنح الطاقة في الصباح.

 وعندما يحدث تغيير مفاجئ في التوقيت، حتى وإن كان بمقدار ساعة واحدة، فإن الجسم يحتاج إلى بضعة أيام وأحيانًا أكثر لإعادة ضبط هذا الإيقاع الداخلي ليتوافق مع النظام الجديد.

ويؤكد خبراء النوم أن الانتقال إلى التوقيت الشتوي قد يؤدي إلى شعور مؤقت بالإجهاد أو اضطراب في النوم، خاصة في الأيام الأولى بعد التغيير، حيث تتأخر مواعيد الاستيقاظ الطبيعية ويشعر البعض بالنعاس المبكر مساء، كما يمكن أن تظهر أعراض أخرى مثل تقلب المزاج، ضعف التركيز، أو الشعور بالضيق، نتيجة لاختلال توازن الإيقاع اليومي.

من جهة أخرى، يرى بعض الأطباء أن التوقيت الشتوي قد يكون أكثر توافقا مع طبيعة الإنسان خلال فصل الشتاء، إذ يتيح النوم مبكرا والاستيقاظ في أوقات أكثر انسجامًا مع شروق الشمس، مما يساعد على تحسين جودة النوم واستقرار الحالة المزاجية على المدى الطويل.

 ومع ذلك، فإن فترة التكيف الأولى تظل تحديًا بالنسبة للكثيرين، خاصة العاملين والطلاب الذين يتعين عليهم الالتزام بجداول زمنية صارمة.

وللتغلب على هذه التغيرات، ينصح الخبراء باتباع بعض الإجراءات البسيطة لتخفيف أثر اضطراب الساعة البيولوجية، منها النوم مبكرا قبل تطبيق التوقيت الجديد بيوم أو يومين، والتعرض لأشعة الشمس في الصباح الباكر، وتجنب المنبهات كالكافيين في المساء. 

كما يوصى بالحفاظ على نظام غذائي متوازن وممارسة نشاط بدني خفيف خلال النهار لتنشيط الدورة الدموية وتحفيز الجسم على التكيف السريع.

ويرى المختصون أن إدراك تأثير الساعة البيولوجية على حياتنا اليومية أمر ضروري، فالجسم لا يتعامل مع الوقت كمجرد أرقام على الساعة، بل كإيقاع متكامل ينسق بين النوم، والهضم، والطاقة، والمزاج.

 ومن ثم، فإن أي تغيير في هذا الإيقاع حتى ولو كان بسيطًا  يحتاج إلى تدرج ووعي لتجنب الإرهاق أو اضطراب النوم أو التوتر العصبي.

ومع بدء التوقيت الشتوي، تبقى الرسالة الأهم هي أن التأقلم مع التغيير يعتمد على الوعي بنظام الجسم الداخلي، فبضع خطوات بسيطة يمكن أن تجعل الانتقال أكثر سلاسة، وتحافظ على توازننا الجسدي والنفسي في مواجهة تغير الزمن الخارجي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق