الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقًا جديدة لحماية الفنون الشعبية بالإسماعيلية

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

اختتم مهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية، اليوم الأربعاء، فعاليات ندواته العلمية في دورتِه الخامسة والعشرين بندوة حملت عنوان "رؤية مستقبلية لعناصر الفنون الشعبية"، بقاعة المؤتمرات بالقرية الأولمبية.

الندوة أُقيمت تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة واللواء أكرم جلال محافظ الإسماعيلية، ونظمتها الهيئة العامة لقصور الثقافة بالتعاون مع عدد من المؤسسات الرسمية.


الفنون الشعبية في مواجهة التكنولوجيا

قال الدكتور شعيب خلف إن التطور التكنولوجي السريع يفرض تحديات جديدة على الفنون الشعبية.

وأكد أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في التوثيق والنشر، لكنه قد يُحدث خللاً في الهوية الثقافية إذا أُسيء استخدامه.

وأضاف أن الحفاظ على أصالة التراث يتطلب وعياً ثقافياً واستراتيجيات توظيف حديثة توازن بين الأصالة والابتكار.


المسرح الشعبي مرآة المجتمع

أوضح الباحث نشأت نجيب أن الفنون الشعبية تمثل جوهر الثقافة المصرية وتعكس وجدان الناس.

وأشار إلى أن المسرح الشعبي مثل خيال الظل والأراجوز وصندوق الدنيا يُعد سجلاً حياً للحياة الاجتماعية.

وشدد على أن الاستلهام من التراث يجب أن يتم بوعي ومسؤولية للحفاظ على الدلالات الرمزية والروح الشعبية.


الأبنودي وتجديد الأدب الشعبي

تحدث الدكتور محمد حسن عبد الحافظ عن تجربة عبد الرحمن الأبنودي في نقل السيرة الهلالية من الشفاهة إلى جماهير واسعة.

وأوضح أن الإذاعة المصرية ساهمت في نشر التراث الشعبي، وأن الأغاني التراثية ما زالت تحتفظ بجمهورها رغم تغير الزمن.

وأشار إلى أن المنصات الرقمية منحت الفنون الشعبية مساحة تفاعل جديدة مع الأجيال الحديثة.


التراث الشعبي.. ذاكرة وهوية

أكد عبد الحافظ أن الثقافة الشعبية ثقافة مقاومة تدافع عن الهوية والذاكرة الجمعية.


وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة لحماية التراث إذا استُخدم بوعي يحافظ على خصوصيته.

يُذكر أن الندوات العلمية للمهرجان جاءت بعنوان "الفنون الشعبية بين الذاكرة الثقافية وآفاق المستقبل"، بمشاركة نخبة من الباحثين، وتختتم فعاليات المهرجان غداً بمشاركة 25 فرقة مصرية وأجنبية.

 

نشأة الفنون الشعبية في مصر

تُعد الفنون الشعبية المصرية مرآة صادقة لحياة المصريين عبر العصور، إذ وُلدت من رحم التجربة اليومية للناس، بعيداً عن النخبة والقصور، لتعبر عن الوجدان الجمعي والروح الوطنية. نشأت هذه الفنون في الريف والنجوع والحارات الشعبية، حيث كان الإبداع جزءاً من الحياة، لا ترفاً ولا مهنة.

تعود جذور الفنون الشعبية إلى العصور الفرعونية، حيث ارتبطت بالمواسم الزراعية والاحتفالات الدينية، وتجلت في الرقص والغناء والإنشاد. ومع تعاقب الحضارات، من القبطية إلى الإسلامية، ظلت هذه الفنون تتطور وتتفاعل مع التحولات الاجتماعية، محافظة على جوهرها الشعبي وخصوصيتها الثقافية.

تميزت الفنون الشعبية المصرية بتنوع أشكالها بين فنون القول كالأمثال والحكايات والسير، وفنون الأداء مثل الرقصات الجماعية والألعاب الشعبية، والفنون التشكيلية كالحلي والملابس والنقوش. وهي كلها تعكس علاقة المصري بالأرض والنيل والمجتمع.

وفي القرن العشرين، برز اهتمام الدولة والمثقفين بتوثيق هذا التراث، فأنشئ معهد الفنون الشعبية عام 1957، ليكون مركزاً علمياً لحصر ودراسة الفنون الشعبية وتدريب الباحثين على حفظها وتطويرها.

ورغم التحديات التي فرضها العصر الرقمي والعولمة الثقافية، لا تزال الفنون الشعبية في مصر تمثل ركيزة للهوية الوطنية، وتُعد جسراً يربط الماضي بالحاضر، ويمنح الإبداع المصري طابعه الإنساني المتجذر في الأرض والتاريخ.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق