كشفت وكالة أسوشيتد برس، عن مخطط أميركي استخباراتي لمحاولة "اختطاف" رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو، عبر الاتفاق مع أحد طياري الرئيس مقابل مبلغ مالي ضخم، ويأتي هذا بالتزامن مع ارتفاع وتيرة التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا منذ تولى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحكم في يناير الماضي.
محاولة اختطاف رئيس فنزويلا
وذكرت صحيفة News Week الأمريكية في تقرير لها أن عميل فيدرالي أمريكي، حاول أن يرشي كبير طياري الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو لتحويل مسار طائرة الزعيم للقبض عليه في عملية سرية استمرت 16 شهرًا.
وأشارت الصحيفة الأمريكية، أن هذا المخطط فشل في نهاية المطاف، حيث كان يعد ذلك جزءا من حملة أوسع نطاقا شنتها الولايات المتحدة لإزاحة مادورو من السلطة.
جمعت الولايات المتحدة مؤخرًا عملياتها السرية مع وجود عسكري متزايد للضغط على مادورو، الذي تُحمّله واشنطن مسؤولية تهريب المخدرات. ونُشرت سفن حربية وطائرات هجومية ومعدات استخباراتية في منطقة البحر الكاريبي لاستهداف قوارب يُشتبه في تهريبها للمخدرات، مُعلنةً استعدادها لشنّ عمليات أكثر عدوانية.
رشوة كبير طياري رئيس فنزويلا
والمؤامرة التي استمرت 16 شهراً لرشوة كبير طياري مادورو توضح كيف تقوم واشنطن بدمج العمليات السرية مع القوة العسكرية لزعزعة استقرار النظام في حين تمارس ضغوطاً استراتيجية في المنطقة.
ذكرت وكالة أسوشيتد برس أن العميل، المعروف باسم إدوين لوبيز، التقى سرًا بالجنرال بيتنر فيليجاس، كبير طياري مادورو، وعرض عليه مبلغًا كبيرًا من المال مقابل تحويل مسار طائرة الرئيس الفنزويلي حتى تتمكن السلطات الأمريكية من احتجازه. استجاب الطيار بحذر، وغادر الاجتماع دون إبداء أي التزام، مع أنه زود لوبيز برقم هاتفه المحمول، مما يشير إلى اهتمامه المحتمل بالتعاون.
يستند التقرير إلى مقابلات مع ثلاثة مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين، بالإضافة إلى أحد معارضي مادورو، ويتناول الرسائل النصية المتبادلة بين لوبيز والطيار. ورغم تقاعده من الخدمة الحكومية في يوليو، استمر لوبيز في التواصل مع الطيار لأشهر عبر تطبيق مراسلة مشفر، مما يُظهر الطبيعة المُلحة لهذا الجهد.
مكافأة 50 مليون دولار
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، كثّف الرئيس دونالد ترامب نهجه تجاه فنزويلا . وأجازت الإدارة عمليات سرية لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية في البلاد، وضاعفت مكافأة القبض على مادورو بتهم تهريب المخدرات الفيدرالية. وقد أشار لوبيز صراحةً إلى هذه المكافأة، التي بلغت 50 مليون دولار، في رسالة نصية إلى الطيار، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس، مؤكدًا على الجهود المبذولة لتحفيز التعاون.
في غضون ذلك، استهدفت القوات العسكرية الأمريكية عمليات تهريب مخدرات مشتبه بها في منطقة البحر الكاريبي، ونشرت قوات وطائرات هليكوبتر هجومية وسفنًا حربية. وقُتل ما لا يقل عن 57 شخصًا في 13 غارة جوية أمريكية، بما في ذلك عمليات في شرق المحيط الهادئ، مما يُبرز تصاعد الضغط العسكري المصاحب للجهود الدبلوماسية والسرية.
ومع انتشار السفن الحربية والطائرات الأمريكية قرب المياه الفنزويلية واستمرار العمليات السرية خلف الكواليس، قد يُشعل أي خطأ في التقدير مواجهةً ذات تداعيات إقليمية وعالمية.













0 تعليق