منتصر أمين: أرفض الزحام الذي يُحول الثقافة إلى سلعة ومنافسة سطحية (خاص)

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

من الدهشة الأولى ولدت روايات الكاتب الروائى منتصر أمين، والذي يري أن الكتابة فعل شفاء ومقاومة في آن واحد؛ شفاء من صمتٍ طويل، ومقاومة ضد التبسيط والتنميط والتفاهة، وأيضًا ضد النسيان.

يعتزل منتصر أمين ــ اختياريًا ــ ضجيج وزحام الوسط الثقافي الذي يراه يُحول الثقافة إلى سلعة ومنافسة سطحية، حول روايته الأخيرة "خلف ستار النخيل"، التي وُلدت من شغف طويل بالأسئلة الكبرى التي شكلت الوعي الإنساني، وغيرها تحدث في تصريحات خاصة لـ"الدستور".

منتصر أمين: من الدهشة الأولى أمام العالم وُلدت رواياتي

وحول روايته الأحدث "خلف ستار النخيل"، والصادرة عن دار العين للنشر، وكيف أنها وُلدت من شغف طويل بالأسئلة الكبرى، وعن تلك الأسئلة التي شكلت وعي منتصر أمين، قال: "أسئلة الوجود والقدر والحرية كانت دائمًا تحوم حولي، لكنها لم تكن فلسفية بقدر ما كانت إنسانية. 

وهي بالمناسبة لم تولد في الكتب بقدر ما خرجت من رحم لحظات الدهشة الأولى أمام العالم؛ حين رأيت الظلم لأول مرة، والموت للمرة الأولى. أسئلة من نوع: لماذا يُولد البعض في النور، ويُلقى بآخرين في العتمة؟ هل نحن من نختار مصائرنا أم نُقاد إليها؟ وكيف يمكن لإنسان أن يفقد الرحمة؟ من هذه الدهشة، وُلدت رواياتي، محاولة متكررة لملامسة جوهر الإنسان لا شكله.

ورغم تجربته الإبداعية الممتدة، أصدر خلالها العديد من الأعمال السردية الروائية، من بينها: الطواف، عين الهدهد، فاروق الأخير، قيامة الغائب، نداء البرية، شتاء أخير، وغيرها، إلا أن منتصر أمين، يبدو منعزلًا عن الوسط الثقافي. 

منتصر أمين: الكاتب الحقيقي يحتاج إلى الصمت أكثر من الظهور

وحول إذ ما كانت هذه العزلة طوعية أم فُرضت عليه؟ ولماذا؟ قال "أمين": هي عزلة اخترتها بوعي؛ الضجيج الذي يملأ الوسط الثقافي اليوم يستهلك الموهبة أكثر مما يغذيها. كنت وما زلت أؤمن أن الكاتب الحقيقي يحتاج إلى الصمت أكثر من الظهور، إلى أن يصغي للحياة قبل أن يتكلم عنها. 

لست ضد التواصل، لكنني أرفض الزحام الذي يُحول الثقافة إلى سلعة ومنافسة سطحية. العزلة بالنسبة لي ليست انسحابًا، بل مساحة خاصة للتأمل؛ لأن الكتابة لا تولد في المهرجانات والاحتفالات، بل في اللحظات التي يسمع فيها الكاتب نفسه بوضوح.

منتصر أمين: القانون علمني النظام والانضباط والكتابة علمتني الحرية والجمال

وحول عمله بالمحاماة ومدى التأثير والتأثر بينه وبين كتاباته ورواياته أوضح: "القانون علمني النظام والانضباط، والكتابة علمتني الحرية والجمال، وفي المسافة بينهما تولد رواياتي. المحاماة جعلتني أرى البشر في لحظاتهم الحرجة، عندما ينكشف وجه الحقيقة بلا أقنعة؛ تعلمت من القضايا كيف أقرأ ما وراء الكلمات، ومن المحاكمات كيف يمكن لكلمة واحدة أن تغير مصير إنسان. القانون منحني الحس بالعدالة، والكتابة منحتني الشك فيها. وربما لهذا السبب، كل شخصية أكتبها تحمل في داخلها محكمة خفية تحاكم ذاتها بصمت.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق