في كل مرة يمد فيها المواطن يده ليشحن رصيد عداد الكهرباء مسبوق الدفع، يتوقع أن يضيء منزله بالطمأنينة، لكنه يُفاجأ أحيانًا بأن الرصيد يتناقص قبل أن يلمس زر الإضاءة، ومشهد متكرر يثير التساؤلات: كيف يختفي الرصيد بهذه السرعة؟ ولماذا تُخصم مبالغ رغم قلة الاستهلاك أو حتى انعدامه؟ بين الأقساط الشهرية وفروق الشرائح ورسوم الخدمة، تتعدد الأسباب وتبقى الدهشة واحدة لدى الكثير من المستخدمين.
الوحدات المغلقة التي لا تُستخدم فيها الكهرباء فعليًا
كشفت تقارير حديثة أن عدادات الكهرباء مسبوقة الدفع قد تشهد خصومات فورية من الرصيد بعد الشحن مباشرة، وهو ما أثار استغراب عدد كبير من المواطنين، خصوصًا في الوحدات المغلقة التي لا تُستخدم فيها الكهرباء فعليًا.
وتوضح وزارة الكهرباء أن هناك ستة أسباب رئيسية لهذه الخصومات، بعضها يتعلق بالأنظمة المالية للعدادات والبعض الآخر بخدمات التشغيل والصيانة.
تركيب العدادات بنظام التقسيط على مدار 24 شهرًا
أول تلك الأسباب هو خصم الأقساط الشهرية، حيث يلجأ كثير من المواطنين إلى تركيب العدادات بنظام التقسيط على مدار 24 شهرًا، ليُخصم القسط الشهري تلقائيًا من الرصيد في بداية كل شهر دون تدخل المستخدم.
السبب الثاني يتمثل في خصم المتأخرات القديمة، إذ تُجدول شركة الكهرباء المبالغ غير المسددة وتُقتطع تلقائيًا بنظام الأقساط الشهرية حتى تُسوى المستحقات المالية بالكامل.
خصومات إضافية قد تصل إلى 22 جنيهًا أو أكثر
أما السبب الثالث فيتعلق بفروق الشرائح، وهي أكثر الأسباب شيوعًا، فعندما يتجاوز الاستهلاك 100 كيلو وات شهريًا، ينتقل المشترك إلى شريحة أعلى تُحسب بسعر أكبر، مما يؤدي إلى خصومات إضافية قد تصل إلى 22 جنيهًا أو أكثر، وقد ترتفع مع زيادة الاستهلاك إلى نحو 378 جنيهًا.
ولا يقتصر الأمر على ذلك، فحتى المنازل المغلقة التي لا تُستهلك فيها الكهرباء تخضع لخصم شهري ثابت قدره 9 جنيهات، وهو ما يُعرف باسم "المقروء بصفر"، ويُستخدم لضمان استمرار عمل العداد وعدم تعطله.
كما تُضاف رسوم خدمة العملاء الشهرية تلقائيًا وفقًا للشريحة، إذ تبدأ من جنيه واحد فقط للشريحة الأولى وتصل إلى 40 جنيهًا لمن يتجاوز استهلاكه 1000 كيلو وات.
ويضاف إلى ذلك خصم الرسوم القانونية والدمغات المقررة على جميع المشتركين، وهي مبالغ رمزية تُدرج ضمن التزامات العقد مع شركة الكهرباء.
أسعار شرائح الكهرباء في مصر
أما عن أسعار الشرائح الحالية، فقد أكد جهاز تنظيم مرفق الكهرباء أنها ما زالت ثابتة، وتتراوح بين 68 قرشًا للكيلو وات في الشريحة الأولى، وتصل إلى 223 قرشًا في الشريحة الأعلى التي تتجاوز 1000 كيلو وات.
ويؤكد الخبراء أن فهم آلية عمل العدادات ومتابعة الاستهلاك بانتظام هما الحل الأمثل لتجنب المفاجآت، مع ضرورة ترشيد استخدام الأجهزة الكهربائية لتقليل الخصومات وضمان بقاء الرصيد لفترة أطول.
وبينما تتعدد الأسباب وراء خصم الرصيد من العدادات مسبوقة الدفع، يظل وعي المواطن هو خط الدفاع الأول، فالمتابعة الدقيقة للاستهلاك وفهم نظام الشرائح يضمنان الاستفادة القصوى من منظومة العدادات الذكية دون خسائر غير مبررة.














0 تعليق