إنذار جوي في ليتوانيا بعد اختراق بالونات من بيلاروسيا.. ماذا يحدث هناك؟

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أعلنت وزارة النقل في ليتوانيا إغلاق مطاري العاصمة، فيلنيوس وكاوناس، مساء أمس بعد رصد عدد من البالونات قادمة من أراضي بيلاروسيا، وذلك كإجراء احترازي لضمان سلامة الملاحة الجوية.

تفاصيل الحادثة

وُجدت «عشرات البالونات» على أجهزة الرّادار داخل الأجواء الليتوانية، ما دفع السلطات لتعليق حركة الطيران مؤقتاً.

تُعد هذه المرة الثالثة التي تُغلق فيها مطارات ليتوانيا خلال شهر بسبب بالونات من بيلاروسيا.

لم تُكشف حتى الآن التفاصيل الدقيقة حول طبيعة البالونات أو محتواها، لكن السلطات الليتوانية تربطها بنشاط تهريب يستهدف الحدود الشرقية للدولة.

الخلفية الأمنية والسبب المحتمل

السلطات الليتوانية تشير إلى أن البالونات ربما تُستخدم لتهريب سجائر من بيلاروسيا إلى دول الاتحاد الأوروبي، مستغلة الأجواء المفتوحة عند الحدود.

رئيسة الوزراء الليتوانية، إنغا روجينيينه، صرّحت بأنها ستغلق الحدود مع بيلاروسيا إذا تكررت هذه الحوادث.

الأثر الفوري على الطيران والملاحة

تأثّرت حركة الملاحة الجوية: تعطّل عشرات الرحلات، وأُرجئت أو أُلغيت حركة الركاب من المطارات المغلقة.

العمل جارٍ لدى الجهات المختصة بإعادة فتح المجال الجوي بعد التحقق من الوضع الأمني، بالتعاون مع السلطات العسكرية.

ماذا بعد؟ وإلى أين تتجه الأمور؟

ليتوانيا تدرس اتخاذ تدابير إضافية تشمل إغلاق الحدود أو زيادة الإجراءات الأمنية عند معابرها الشرقية في حال تكرار الاختراقات.

مراقبون يرون أن الحادثة تأتي ضمن سياق توترات أوسع على حدود حلف شمال الأطلسي (الناتو) مع بيلاروسيا وروسيا، ما يجعل الحادثة ذات بعد أمني واستراتيجي.

 

العلاقة بين ليتوانيا وبيلاروسيا تُعد من أكثر العلاقات توترًا في أوروبا الشرقية خلال السنوات الأخيرة، نتيجة تداخل عوامل سياسية وأمنية واقتصادية، فضلًا عن ارتباط البلدين بشكل غير مباشر بالأزمة الروسية الأوكرانية.
فيما يلي عرض شامل ومرتب لأبرز ملامح العلاقة بينهما حتى عام 2025:


العلاقة بين ليتوانيا وبيلاروسيا: تاريخ من التوترات المتصاعدة

???? 1. خلفية تاريخية

ليتوانيا وبيلاروسيا كانتا جزءًا من الاتحاد السوفييتي السابق حتى عام 1991، وبعد استقلال ليتوانيا، بدأت الأخيرة تتجه نحو الغرب وعضوية الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.

في المقابل، ظلت بيلاروسيا حليفة وثيقة لروسيا بقيادة ألكسندر لوكاشينكو، ما جعل مسار الدولتين السياسي مختلفًا تمامًا.

2. العلاقات السياسية والدبلوماسية

تشهد العلاقات توترًا شديدًا منذ انتخابات بيلاروسيا عام 2020، والتي اعتبرها الاتحاد الأوروبي – ومن ضمنه ليتوانيا – مزورة.

ليتوانيا استضافت زعيمة المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا بعد لجوئها إليها عام 2020، وهو ما أثار غضب لوكاشينكو الذي اتهم فيلنيوس بدعم "محاولة انقلاب".

ردّت بيلاروسيا بتقليص العلاقات الدبلوماسية، واتهام ليتوانيا بتنفيذ "أجندة غربية عدائية".

3. الملف الأمني والعسكري

نظرًا لكون ليتوانيا عضوًا في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، فإنها تمثل خط مواجهة مباشر مع بيلاروسيا – الحليف الأقرب لروسيا.

بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022، عززت ليتوانيا وجودها العسكري على الحدود الشرقية، خشية أي تحركات بيلاروسية أو روسية عبر أراضيها.

كما تتهم فيلنيوس مينسك بأنها تستخدم المهاجرين غير الشرعيين كورقة ضغط على الاتحاد الأوروبي، عبر تنظيم عبورهم عبر الحدود المشتركة (المعروفة بـ"أزمة المهاجرين" عام 2021).

4. العلاقات الاقتصادية والحدودية

قبل 2020، كانت هناك تبادلات تجارية معتدلة، خاصة في مجالات النقل والطاقة والمنتجات الزراعية.

لكن بعد فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على بيلاروسيا، شاركت ليتوانيا في تطبيقها بالكامل، ما أدى إلى إغلاق العديد من المنافذ التجارية بين البلدين.

تم إيقاف مرور البضائع البيلاروسية عبر ميناء كلايبيدا الليتواني، وهو ما كبّد مينسك خسائر اقتصادية كبيرة.

5. القضايا البيئية والنووية

من أبرز ملفات الخلاف أيضًا محطة الطاقة النووية البيلاروسية "أستروفِتس" القريبة من الحدود الليتوانية (تبعد نحو 50 كم فقط عن فيلنيوس).

تعتبر ليتوانيا أن المحطة تهديد بيئي وأمني مباشر، وتطالب مرارًا بإغلاقها أو إخضاعها لرقابة أوروبية مشددة.

6. الوضع الراهن في 2025

العلاقات الرسمية شبه مجمّدة، والتواصل بين الحكومتين محدود للغاية.

ليتوانيا تدعم العقوبات الأوروبية على بيلاروسيا وتدعو إلى مزيد من الضغط السياسي.

بينما تتهم بيلاروسيا جارتها بـ"العمالة لحلف الناتو" والمشاركة في "التحريض ضدها".

حوادث البالونات القادمة من بيلاروسيا التي تسببت مؤخرًا في إغلاق مطارات ليتوانية، زادت من حدة التوتر وأعادت النقاش حول أمن الحدود.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق