تبدأ ملامح شهر رمضان المبارك 2026 في الظهور شيئًا فشيئًا مع اقتراب نهاية عام 2025، إذ لم يتبق سوى أقل من أربعة أشهر على قدوم الشهر الذي يحمل معه أجواء الرحمة والسكينة والإيمان، شهر يجتمع فيه المسلمون على مائدة واحدة، وتعلو فيه الدعوات وتخشع فيه القلوب، وتتوحد فيه الأسر والعائلات في لحظات لا تتكرر سوى مرة كل عام.

ومع دخول العام الهجري الجديد 1447 هـ، تتزايد التساؤلات حول الموعد الدقيق لبداية شهر رمضان فلكيًا، سواء في مصر أو السعودية أو الدول العربية الأخرى، وسط توقعات تشير إلى أن الشهر الفضيل سيحل مبكرًا هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية.

الحسابات الفلكية تكشف موعد رمضان 2026 بدقة

وفقًا للتقديرات الصادرة عن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر، فإن الحسابات تشير إلى أن هلال شهر رمضان لعام 1447 هـ سيولد بعد حدوث الاقتران مباشرة يوم الأربعاء 18 فبراير 2026 في تمام الساعة الواحدة وخمس دقائق ظهرًا بتوقيت القاهرة المحلي، وبذلك يكون الخميس 19 فبراير 2026 هو أول أيام شهر رمضان المبارك فلكيًا في مصر ومعظم الدول العربية والإسلامية.

وسيتم تحري الهلال رسميًا مساء يوم الأربعاء 18 فبراير، الموافق 29 شعبان 1447 هـ، لتحديد الموعد الشرعي لبداية الشهر وفقًا لما تعلنه دار الإفتاء المصرية بعد جلسات الرصد الميدانية المنتشرة في جميع المحافظات بالتعاون مع المراصد الفلكية.

ويعتمد تحديد بداية شهر رمضان على النظام القمري، إذ يقوم على دورة القمر حول الأرض، ويُحسب بناءً على ولادة الهلال الجديد بعد الاقتران، فإذا تمت رؤية الهلال مساء يوم التحري يكون اليوم التالي هو أول أيام رمضان، أما إذا تعذر رصده فيُكمل شهر شعبان ثلاثين يومًا.

التقويم الهجري ودلالته التاريخية

يرتبط شهر رمضان ارتباطًا وثيقًا بالتقويم الهجري، الذي يمثل الذاكرة الزمنية للعالم الإسلامي، ويعتمد التقويم الهجري أو القمري على الدورة الكاملة للقمر حول الأرض، حيث يبلغ طول كل شهر هجري نحو 29 أو 30 يومًا، وهي المدة الزمنية التي يستغرقها القمر في دورته. 

وتتضمن الأشهر الهجرية: المحرم، صفر، ربيع الأول، ربيع الآخر، جمادى الأولى، جمادى الآخرة، رجب، شعبان، رمضان، شوال، ذو القعدة، وذو الحجة.

وأنشأ الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه هذا التقويم، وجعل هجرة النبي محمد ﷺ من مكة إلى المدينة المنورة في 12 ربيع الأول (الموافق 24 سبتمبر عام 622م) بداية لأول سنة فيه، ومن هنا جاءت تسميته بـ"التقويم الهجري".

وتتخذه بعض الدول الإسلامية مثل المملكة العربية السعودية تقويمًا رسميًا للدولة، إذ تُبنى عليه المناسبات الدينية كافة، ومنها شهر رمضان، عيد الفطر، وعيد الأضحى.