تنطلق اليوم الجمعة، فعاليات المؤتمر العالمي السادس حول الإيمان والنظام الذي سيعقد في وادي النطرون، جنوب غرب الإسكندرية، مصر، في الفترة من 24 إلى 28 أكتوبر 2025.
ويجمع المؤتمر العالمي السادس قادة الكنائس واللاهوتيين من مختلف التقاليد، ويشارك فيه جيل جديد من المسكونيين، وينظمه مجلس الكنائس العالمي.
وبحسب مجلس الكنائس العالمي فإنه يتناول المؤتمر موضوع "أين الوحدة المرئية الآن؟" من منظور الإيمان والرسالة والوحدة المترابطة، يحتوي دليل المؤتمر العالمي السادس حول الإيمان والنظام على معلومات أساسية حول المؤتمر، بما في ذلك جدول أعماله وجدوله الزمني المفصل. وقد نُشر باللغات الإنجليزية والعربية والإسبانية.
ويقدم كتاب الموارد المرفق للمؤتمر العالمي السادس حول الإيمان والنظام معلوماتٍ حول المؤتمر، ومحتوى الجلسات العامة وورش العمل، بالإضافة إلى منظورات لاهوتية حول المؤتمر العالمي السادس، وتاريخٍ وثائقيٍّ للإيمان والنظام. بدعوةٍ من قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، سيُعقد المؤتمر في مركز لوجوس البابوي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بالقرب من دير الأنبا بيشوي العريق ذي الأهمية الكبيرة، أحد أهم المراكز الرهبانية في مصر. سيتبع كل يوم، ما عدا الأحد 26 أكتوبر، حيث يبدأ ويختتم بالصلاة، ويتوزع على جلسات عامة، وأقسام، وورش عمل، وجلسات عمل. وسيُقدم برنامجٌ خاصٌ يوم الأحد للمشاركين تعريفًا بالحياة الرهبانية في منطقة وادي النطرون.
وسيُقدم برنامج خاص يوم الأحد للمشاركين تعريفًا بالحياة الرهبانية في منطقة وادي النطرون. ستلعب الحياة الروحية دورًا محوريًا في المؤتمر العالمي السادس. سيبدأ كل يوم ويختتم بالصلاة في خيمة الصلاة. تعكس هذه الممارسات الروحية اليومية - قراءة الكتاب المقدس، والترنيم، والصلاة - تنوع الكنيسة المسيحية العالمية، بما في ذلك التعبيرات الطائفية والمذهبية.
إلى جانب المنشورين المرجعيين، يتضمن موقع إلكتروني خاص بالمؤتمر العالمي السادس معلومات عن المؤتمر، ومعلومات عن البث المباشر للجلسات العامة ومقاطع الفيديو، بالإضافة إلى معلومات عملية، ومركز صحفي يحتوي على معلومات للصحفيين ووسائل الإعلام.
ومن جانبه أعرب قداسة البابا تواضروس الثاني عن ترحيبه بانعقاد المؤتمر السادس لمجلس الكنائس العالمي في مصر في ضيافة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. لافتًا إلى أن المؤتمر سيحضره ٥٠٠ شخص يمثلون ١٠٠ دولة.
ونوه إلى أن المؤتمر ستقدم خلاله أورقًا بحثية بشكل أكاديمي يطرح فيها موضوع كيفية استعادة روح مجمع نيقية، وأنه مؤتمر علمي وليس حوارًا لاهوتيًا.
جاء ذلك قبل بدء عظة قداسته في اجتماع الأربعاء الأسبوعي الذي عقده مساء اليوم في كنيسة السيدة العذراء ورئيس الملائكة ميخائيل بعين شمس.
وقال قداسة البابا: "الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تستضيف لأول مرة مؤتمر دولي لمجلس الكنائس العالمي ولأول مرة لجنة الإيمان والنظام بالمجلس تعقد مؤتمرها وهو السادس خلال 100 سنة في كنيسة شرقية أرثوذكسية في إفريقيا، هنا في مصر وسيحضره 500 مشارك من 100 دولة في العالم".
وأضاف: المؤتمر سيتحدث عن مجمع نيقية، ووقت انعقاد مجمع نيقية كانت الكنيسة واحدة، والمؤتمر سيقام هنا في مصر لأن مجمع نيقية انعقد لمناقشة مشكلة نشأت على أرض مصر، وهي بدعة آريوس، وفي استضافتنا للمؤتمر تكريم للقديس البابا ألكسندروس البابا رقم 19 والقديس البابا أثناسيوس البابا رقم 20 فرأينا أن أفضل تكريم لهما أن تأتي كل كنائس العالم إلى مصر ونحتفل بتاريخ كنيستنا القويم".
واستكمل: “أهم قرار صدر عن مجمع نيقية هو حرمان آريوس، ثم صدور قانون الإيمان المأخوذ من الكتاب المقدس، ونحن نتلوه ونحن واقفين في وضع الصلاة أي أننا نصلي به ونردده بصوت عالٍ وقوي، ومن قرارات نيقية أيضًا تكليف بابا الإسكندرية بتحديد موعد عيد القيامة للمسكونة كلها، ولكن بسبب اختلاف التقاويم صار الغرب يحتفل في وقت يختلف عن الشرق وكل أربع سنوات يحتفل الشرق والغرب في وقت واحد بالعيد”.
واستأنف قداسة البابا حديثه عن المؤتمر قائلًا: "نستضيف المؤتمر باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ومجمعها المقدس وكل الأقباط وباسم مصر أيضًا، وهو مؤتمر جرت أعماله على جزئين، الجزء الأول وهو جزء دراسي، بدأ يوم ١٢ أكتوبر الجاري وحضره 150 شخص، والجزء الآخر أكاديمي وسيبدأ بعد غدٍ الجمعة وسيحضره ٣٥٠ شخص بإجمالي 500 شخص، وسيتضمن المؤتمر الأكاديمي تقديم أوراق بحثية تتناول موضوع كيف نحقق روح نيقية في أيامنا هذه. وفي مجمع نيقية اجتمع 318 أسقفًا وبطريرك لمدة شهر ودارت بينهم حوارات ومناقشات خلالها ظهرت براعة الشماس أثناسيوس ورسمه البابا ألكسندروس كاهنًا ليتمكن من حضور المجمع، ولأنه دارس ونابغ ومعايش للكنيسة ومشبع بروح الإيمان المستقيم وبهذا صار "نجم المجمع" حيث تم وضع قانون الإيمان".
وأكد مشددًا: "هذا المؤتمر ليس هدفه وحدة الكنائس، وإنما فقط لإقامة علاقات المحبة بين جميع الكنائس، أما المناقشات الخاصة بالعقيدة فمكانها الحوارات اللاهوتية بين الكنائس".
وتابع: "لدينا مسارين، المسار الأول: إقامة علاقات مع كل كنائس العالم، وكنيستنا القبطية المصرية الأرثوذكسية صاحبة التاريخ الطويل العميق الثابت والراسخ كالجبل، وهي واحدة من أقدم كنائس العالم وهي معلمة المسكونة وهي كنيسة حية لا بالجدران وإنما بالشعب".
وأعطى قداسته مثلًا على تجذر الكنيسة وإيمانها المستقيم في نفوس الشعب، قائلًا: "حين نجد ولد صغير يقرأ في الكنيسة قراءات من الكتاب المقدس باللغة القبطية أو اليونانية، أين تعلم هذا؟ من كنيسته"
وعاد ليستكمل حديثه عن علاقة الكنيسة القبطية بكنائس العالم: "نحن نقيم علاقات لدعم المحبة ولأجل هذا نتبادل الزيارات ونعمل معًا، ونشكر الله أن كنيستنا لها علاقات طيبة مع جميع كنائس العالم، لأنها كنيسة أم وبهذا تستطيع أن تقيم علاقات محبة مع الكل".
وأضاف: "أما المسار الثاني فهو مسار الحوارات اللاهوتية بين الكنائس وهي حوارات تتم بمعرفة المجمع المقدس ويتشكل لأجلها وفد رسمي يجتمع مع وفد الكنيسة الأخرى لمناقشة نقاط محددة وبعد انتهاء المناقشة تعرض النتائج على المجمع المقدس، وحاليًا لدينا حوار لاهوتي مع الكنيسة الروسية ومع الكنيسة الكاثوليكية وهو حوار رسمي يعقد كل سنة، ولدينا حوار مع الكنيسة البيزنطية وعقدنا اجتماع معهم العام الماضي حضره ممثلون عن كل الكنائس البيزنطية، ونحاول خلال هذه الحوارات أن نفهم بعضنا البعض، وندرس التاريخ والعقيدة والتقاليد".
واختتم: "سعداء بأن نستضيف هذا المؤتمر العالمي، لتأتي كنائس العالم ويتعرفوا على أصالة الكنيسة القبطية وتاريخها العريق، وحرصنا أن نقيم المؤتمر في حضن دير القديس الأنبا بيشوي وهو دير رهباني منذ القرن الرابع، لنعطي فرصة للضيوف أن يتعرفوا عن قرب على أصالة الكنيسة، وشئ مفرح أن يقام هذا المؤتمر الدولي السادس هنا على أرض مصر".















0 تعليق