أعلنت دار الإفتاء المصرية مساء الأربعاء أن اليوم الخميس 23 أكتوبر 2025 هو أول أيام شهر جمادى الأولى لعام 1447 هجريًا، وذلك بعد ثبوت عدم رؤية هلال الشهر الجديد مساء الثلاثاء الماضي، ليكون الأربعاء 22 أكتوبر هو المتمم لشهر ربيع الآخر.
يأتي إعلان الإفتاء بعد تحقّق اللجان الشرعية والعلمية المنتشرة في أنحاء الجمهورية من نتائج الرؤية البصرية وفق الضوابط الشرعية الدقيقة، وبالتنسيق مع المراصد الفلكية لضمان الدقة والشفافية في إعلان بدايات الشهور الهجرية.
دار الإفتاء تهنئ الرئيس والشعب المصري
وبهذه المناسبة، قدمت دار الإفتاء التهنئة إلى فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، متمنية له دوام التوفيق والسداد، كما هنأت الشعب المصري الكريم وجميع قادة وملوك وأمراء الدول العربية والإسلامية، والمسلمين في كل مكان، سائلة الله تعالى أن يعيد هذه الأيام المباركة على الأمة الإسلامية بالخير واليُمن والبركات والأمن والسلام.
وأكدت دار الإفتاء أن إعلان بداية شهر جمادى الأولى يأتي استكمالًا لجهودها المستمرة في توحيد التقويم الهجري وتأكيد المنهج الوسطي في التعامل مع المسائل الشرعية، مشيرة إلى أن الرؤية البصرية للهلال تظل المرجع الأساسي في إثبات بدايات الشهور الهجرية.
دلالات جمادى الأولى في التاريخ الإسلامي
يُعد شهر جمادى الأولى من الشهور القمرية التي تحمل مكانة خاصة في الذاكرة الإسلامية، حيث وقعت خلاله غزوة مؤتة في العام الثامن للهجرة، وهي إحدى أبرز المعارك التي رسخت روح التضحية والجهاد في سبيل الله.
كما يشهد هذا الشهر عادة اعتدالًا في الطقس، نظرًا لوقوعه في فترة انتقالية بين فصلي الخريف والشتاء، ما يجعله من الأشهر التي يستحب فيها العمل والاجتهاد والعبادة في أجواء من السكينة.
التقويم الهجري.. هوية روحية وتنظيم للعبادات
ويؤكد علماء الفلك والشرع أن التقويم الهجري لا يقتصر على كونه نظامًا لتحديد الأيام فحسب، بل يمثل رمزًا لهوية الأمة الإسلامية وارتباطها بالشعائر والعبادات مثل الصيام والزكاة والحج.
وتعتمد بعض الدول العربية والإسلامية، مثل المملكة العربية السعودية، على التقويم الهجري رسميًا في المعاملات الحكومية والمناسبات الدينية، فيما تعتمد مصر الرؤية الشرعية للهلال بالتنسيق بين دار الإفتاء والمعهد القومي للبحوث الفلكية لضمان الدقة العلمية والالتزام بالمنهج الشرعي.
بداية شهر جديد من العام الهجري 1447
وبذلك، يبدأ المسلمون اليوم صفحة جديدة من التقويم الهجري لعام 1447 هـ، مع حلول شهر جمادى الأولى، ليواصلوا ارتباطهم بزمن الطاعة والعبادة، في تقويمٍ يذكّرهم دائمًا بأن الأيام تُقاس بالعمل الصالح والعطاء لا بالوقت وحده.
0 تعليق