واشنطن تتحرك لإنهاء نزيف السودان.. اجتماعات حاسمة بين الجيش والدعم السريع

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في تحرك دبلوماسي جديد يهدف إلى وقف النزاع الدموي المستمر في السودان منذ أكثر من عامين، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن استضافة واشنطن اجتماعات غير مباشرة بين ممثلين عن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في نهاية الشهر الجاري، وذلك برعاية ومشاركة من مجموعة “الرباعية” التي تضم الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر

وتأتي هذه الخطوة بعد أن كانت المجموعة قد طرحت الشهر الماضي خريطة طريق واضحة لوقف الحرب وإطلاق عملية سلام شاملة تعيد الاستقرار إلى البلاد المنهكة بالصراع.

مفاوضات غير مباشرة برعاية أميركية

وبحسب تصريحات مسؤول أميركي، فإن الاجتماعات المقررة في واشنطن ستستمر يومين، بمشاركة نائب وزير الخارجية الأميركي وعدد من الوسطاء الإقليميين، حيث من المنتظر عقد لقاءات منفصلة مع كل طرف على حدة، تمهيداً لجولة موسعة من الحوار تحت مظلة “الرباعية الدولية”. وتستهدف هذه الجهود تهيئة الأجواء السياسية والأمنية لإعلان هدنة شاملة تمهّد لتسوية سياسية مستدامة تضمن وحدة السودان وإنهاء معاناة المدنيين.

تصاعد المعارك في دارفور

تأتي هذه الاجتماعات في وقتٍ تشهد فيه مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور تصعيداً عسكرياً خطيراً، حيث كثّفت قوات الدعم السريع هجماتها بالمسيرات والقصف المدفعي على الأحياء السكنية، ما أسفر عن مقتل وإصابة المئات من المدنيين ونزوح مئات الأسر إلى مناطق أكثر أمناً. وأعلنت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني أنها صدّت هجمات عنيفة من ثلاثة محاور، وقتلت العشرات من عناصر الدعم السريع بينهم قادة ميدانيون، مؤكدة استمرارها في الدفاع عن المدينة المحاصرة منذ أكثر من 18 شهراً.

أزمة إنسانية تتفاقم وتحذيرات أممية

في السياق ذاته، حذّرت أربع منظمات أممية من أن 30 مليون سوداني بحاجة ماسة إلى مساعدات عاجلة، بينهم أكثر من 130 ألف طفل محاصرون في مدينة الفاشر منذ ما يزيد على 16 شهراً. وأشارت التقارير الإنسانية إلى أن الأوضاع في ولايات دارفور وكردفان أصبحت “مقلقة للغاية”، وسط نقص حاد في الغذاء والدواء وموجات نزوح غير مسبوقة.

طريق صعب نحو السلام

ورغم التحركات الأميركية والدعم الإقليمي، يرى مراقبون أن الطريق نحو سلام دائم في السودان لا يزال مليئاً بالتحديات، خاصة في ظل انعدام الثقة بين الطرفين واستمرار المعارك على الأرض. إلا أن استضافة واشنطن لهذه الاجتماعات تعكس جدية المجتمع الدولي في دفع العملية السياسية وإنقاذ ما تبقى من مؤسسات الدولة السودانية، بعد صراع ألقى بظلاله الثقيلة على الشعب واقتصاده ومستقبله.

أخبار ذات صلة

0 تعليق