واشنطن: السلام في غزة خطوة أولى نحو تسوية شاملة بين روسيا وأوكرانيا

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكد البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى لاستثمار نجاح إدارته في ملف الشرق الأوسط، خصوصاً التقدم في اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس، لفتح الطريق أمام تسوية سياسية شاملة تنهي الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا.


وقال المتحدث باسم البيت الأبيض في مؤتمر صحفي إن "الرئيس ترامب يعتبر أن إنهاء النزاعات في الشرق الأوسط ليس هدفاً بحد ذاته، بل جزء من رؤية عالمية أوسع لإعادة الاستقرار إلى مناطق الصراع الكبرى، وعلى رأسها أوكرانيا".

وأوضح أن الإدارة الأمريكية تعمل حالياً على "تفعيل دبلوماسية متوازية" تشمل الشرق الأوسط وأوروبا، مؤكداً أن نجاح واشنطن في إيقاف نزيف الدم في غزة يعزز مصداقيتها كوسيط في الأزمة الأوكرانية الروسية.


إنذار أمريكي لحماس والرهان على الدبلوماسية

وكان ترامب قد وجه، في تصريحات نقلتها شبكة بوليتكو الأمريكية، إنذاراً نهائياً إلى حركة حماس، مانحاً إياها مهلة لا تتجاوز أربعة أيام للموافقة على المبادرة الأمريكية لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، محذراً من أن "الرفض سيؤدي إلى نهاية حزينة للحركة".


وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن الولايات المتحدة "لن تسمح بعودة الفوضى إلى القطاع بعد الجهود الكبيرة التي بذلتها لتحقيق التهدئة"، معتبراً أن "الاستقرار في غزة نموذج يمكن تطبيقه في مناطق أخرى، بما في ذلك أوكرانيا".

وبالتوازي، دعا ترامب إلى وقف فوري لإطلاق النار في الحرب الروسية الأوكرانية، مشدداً على أن استمرار الصراع يهدد الاقتصاد العالمي ويعرقل التعاون الدولي، مضيفاً: "آن الأوان للسلام، ولن نواصل دعمنا العسكري بلا نهاية إذا لم تكن هناك نية حقيقية للتفاوض".


استراتيجية جديدة تربط بين الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية

ويرى محللون أن البيت الأبيض يحاول تطبيق ما وصفوه بـ"الدبلوماسية المترابطة"، أي استخدام نجاح ملف غزة كورقة ضغط سياسية لتهيئة الأجواء أمام اتفاق تسوية في أوروبا الشرقية.


وتؤكد مصادر دبلوماسية في واشنطن أن ترامب يسعى إلى عرض مبادرة متكاملة تشمل حزمة اقتصادية لإعادة الإعمار في كل من غزة وأوكرانيا، إلى جانب ترتيبات أمنية جديدة تحت إشراف الأمم المتحدة.

إلا أن هذا التوجه يواجه انتقادات من داخل الكونغرس، حيث يرى بعض المشرعين أن أي تنازل في أوكرانيا قد يُفسر على أنه تراجع أمام موسكو، فيما حذرت أطراف أوروبية من أن "الخلط بين الملفات قد يعقّد المفاوضات بدلاً من تسهيلها".

 

البيت الأبيض: "نقترب من لحظة حاسمة في أوكرانيا"

وفي بيان لاحق، أكد البيت الأبيض أن الولايات المتحدة "أقرب من أي وقت مضى إلى لحظة حاسمة يمكن أن توقف الحرب في أوكرانيا"، مشيراً إلى أن "الهدوء النسبي في غزة يمثل تجربة ناجحة يمكن البناء عليها لإطلاق عملية سلام أوروبية".


ونفى المتحدث الرسمي ما تردد عن نية ترامب تقليص المساعدات العسكرية لكييف، قائلاً إن "الإدارة ملتزمة بأمن أوكرانيا، لكنها تدرك أن الحل العسكري وحده لا يكفي".

وأضاف أن البيت الأبيض "يعمل مع حلفائه في الناتو لصياغة رؤية جديدة للأمن الإقليمي، تجمع بين الردع والدبلوماسية".


تساؤلات حول الخطوة التالية

ورغم الأجواء التفاؤلية التي رسمها البيت الأبيض، لم تصدر بعد أي تفاصيل رسمية عن جدول زمني أو خطة واضحة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، فيما لم تعلق موسكو أو كييف مباشرة على تصريحات ترامب.


ويرى محللون أن حماس ترامب لإنهاء الحرب الأوكرانية بعد نجاحه النسبي في الشرق الأوسط قد يشكل اختباراً حقيقياً لقدرته على تحويل النجاحات التكتيكية إلى إنجازات استراتيجية طويلة الأمد، خصوصاً في ظل التحديات المتشابكة بين الشرق الأوسط وأوروبا.
 

أخبار ذات صلة

0 تعليق