كشفت مصادر مطلعة أن إعادة تمثيل جريمة قتل تلميذ الإسماعيلية على يد زميله لم تكن خطوة روتينية، بل جاءت بعد أن لاحظت جهات التحقيق وجود تضارب بين اعترافات المتهم والتقرير المبدئي للطب الشرعي بشأن تفاصيل التنفيذ وتسلسل الأحداث.
وأوضحت المصادر أن فريق النيابة قرر اصطحاب المتهم يوسف أيمن عبد الفتاح (13 عامًا) إلى موقع الجريمة مرة أخرى للتأكد من دقة أقواله، ومطابقتها للأدلة الجنائية التي تم جمعها من مسرح الواقعة ومنزل أسرته.
تجديد حبس المتهم
وكان قرر قاضي المعارضات تجديد حبس المتهم 15 يومًا على ذمة التحقيقات، إلى جانب استمرار التحفظ على والده لحين استكمال التحريات بشأن مدى علمه بالجريمة أو مشاركته فيها.
التحقيقات كشفت أن المتهم استدرج زميله محمد أحمد (12 عامًا) إلى منزله بمنطقة المحطة الجديدة، واعتدى عليه بآلة حادة حتى فارق الحياة، قبل أن يستخدم منشارًا كهربائيًا لتقطيع الجثة والتخلص من الأشلاء بالقرب من فرع كارفور الإسماعيلية.

تحقيقات النيابة
وتواصل النيابة العامة فحص الأدوات المضبوطة داخل منزل المتهم، والتي شملت منشارًا كهربائيًا وسكينين ومطرقة، إلى جانب أكياس بلاستيكية استخدمت في إخفاء الجثمان، حيث أرسلت جميعها إلى الطب الشرعي لمضاهاة آثار الدماء.
كما أمرت بإرسال الزجاجات المعثور عليها في موقع الحادث إلى المعمل الكيماوي لتحديد ما إذا كانت تحتوي على مواد مخدرة، فيما يجري تحليل الحمض النووي (DNA) للمتهم والمجني عليه لتأكيد نتائج الفحص الفني.
في المقابل، قال محمد الجبلاوي، محامي أسرة الضحية، إن الأسرة ما زالت تعيش في حالة صدمة، وتطالب بالتحقيق في كل جوانب الجريمة، مؤكدًا أن بعض الأدلة تشير إلى أن الواقعة قد تكون مخططة وليست وليدة لحظة غضب.
من جانبه، روى والد الطفل المجني عليه أن نجله خرج صباح يوم الحادث متجهًا إلى المدرسة قائلًا له قبل مغادرته: "متتأخرش يا محمد وتعالى بدري"، دون أن يعلم أن تلك ستكون آخر كلماته له.
وتؤكد وزارة الداخلية أن الأجهزة الأمنية تواصل تحقيقاتها الموسعة لكشف أبعاد الجريمة، والتأكد من مدى تورط أي أطراف أخرى، في واحدة من أبشع القضايا التي هزت الشارع المصري خلال الفترة الأخيرة.
0 تعليق