في مثل هذا اليوم لعام 1910 ولد الفنان السوري فريد الأطرش، الذي يعد أحد أبرز رواد الموسيقى والغناء في العالم العربي خلال القرن العشرين، إذ جمع بين موهبة التلحين والأداء والتمثيل، وترك بصمته في أكثر من ثلاثين فيلمًا غنائيًا ومئات الألحان.
ورغم مسيرته المليئة بالنجاح، حملت سنواته الأخيرة فصلًا مختلفًا من حياته، ورغم ما تعرض له من معاناة صحية، إلا أنه كان يحرص على تسجيل الأغنيات الجديدة ومتابعة تفاصيل التوزيع الموسيقي، مؤكدًا التزامه الكامل بمشواره الفني حتى آخر أيامه.
وخلال السطور التالية؛ يستعرض "الدستور" تفاصيل السنوات الأخيرة في حياة فريد الأطرش..
أصيب فريد الأطرش بضعف في عضلة القلب، وأجرى عدة فحوصات وعلاجات في بيروت وباريس ولندن، ورغم فترات العلاج الطويلة، إلا أنه لم ينقطع عن العمل، وكان يعود بين الحين والآخر إلى القاهرة أو بيروت ليكمل تسجيل أعماله أو يباشر ألحانًا بدأها قبل سفره.
كما استمر في لقاء جمهوره من خلال الحفلات والتسجيلات الإذاعية، ما جعل نشاطه الفني يبدو طبيعيًا رغم تدهور حالته الصحية.
الأعمال الأخيرة لـ فريد الأطرش
قدّم فريد الأطرش في سنواته الأخيرة مجموعة من الأغنيات التي حملت نبرة وجدانية عميقة، منها "زمان يا حب"، "الحياة حلوة"، وغيرها، كما كان فيلمه الأخير "نغم في حياتي" عام 1973 علامة فارقة في مسيرته، إذ جمع فيه بين التمثيل والتلحين والغناء، وظهر خلاله في حالة فنية ناضجة رغم ظروفه الصحية الصعبة.
بين بيروت والقاهرة.. رحلة علاج فريد الأطرش
تنقل فريد الأطرش في سنواته الأخيرة بين القاهرة وبيروت، حيث تلقّى العلاج وأقام فترات طويلة في لبنان، ورغم استقراره المؤقت هناك، ظلّ مرتبطًا بمصر التي شكّلت مركز نشاطه الفني، وكان يؤكد دائمًا في أحاديثه أنه يعتبر القاهرة موطنه الأول.
في السادس والعشرين من ديسمبر عام 1974، توفي فريد الأطرش في أحد مستشفيات بيروت إثر أزمة قلبية مفاجئة، نُقل جثمانه إلى القاهرة تنفيذًا لوصيته، ودُفن إلى جوار شقيقته أسمهان بمقابر الأسرة، وشهدت جنازته حضورًا كبيرًا من الفنانين والموسيقيين وجمهور واسع ودع أحد أبرز رموز الطرب العربي في القرن العشرين.
وترك فريد الأطرش أكثر من 350 لحنًا، إلى جانب عشرات الأغنيات التي لحنها لغيره من المطربين، فضلًا عن مشاركته في نحو 30 فيلمًا غنائيًا، وتُعد أعماله من أبرز ما قدمه الغناء العربي الحديث، لما جمعته من حس موسيقي شرقي متجدد وتنوع في الأشكال الغنائية.
0 تعليق