شهدت مدينة نيويورك صباح اليوم انطلاق أولى مظاهرات حملة "نو كينغز" (لا ملوك في أمريكا)، وهي سلسلة احتجاجات ضخمة ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يُتوقع أن تمتد إلى أكثر من 2,500 مدينة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة.
وبحسب منظمي الحملة، تهدف المظاهرات إلى رفض ما وصفوه بـ"نزعة الحكم الفردي" لدى الرئيس ترامب، والتأكيد على مبادئ الديمقراطية الأمريكية والفصل بين السلطات.
ملايين الأمريكيين يستعدون للنزول إلى الشوارع
توقعت وسائل إعلام أمريكية أن يشارك الملايين من المواطنين في الاحتجاجات المنتشرة في شتى الولايات، في واحدة من أكبر موجات التظاهر السياسي في الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة.
ومن المقرر أن تستمر الفعاليات طوال اليوم في المدن الكبرى، مع التركيز على واشنطن العاصمة ولوس أنجلوس، حيث ستشهد الأخيرة مسيرات ضخمة بمشاركة شخصيات سياسية وثقافية معروفة.
اتهامات من حلفاء ترامب وغياب الأدلة
اتهم عدد من حلفاء الرئيس ترامب منظمي الاحتجاجات بالتنسيق مع حركة "أنتيفا" اليسارية المتطرفة، وهي اتهامات لم تُقدَّم بشأنها أي أدلة ملموسة حتى الآن.
في المقابل، يؤكد منظمو حركة "لا ملوك في أمريكا" أن احتجاجاتهم سلمية بالكامل، وأنها تهدف إلى الدفاع عن الدستور ومبدأ تداول السلطة دون تمييز أو استبداد سياسي.
الحرس الوطني في حالة تأهب
في ظلّ تصاعد الدعوات للتظاهر، أعلن عدد من حكام الولايات الجمهوريين وضع قوات الحرس الوطني الأمريكي في حالة تأهب قصوى تحسبًا لأي أعمال شغب أو مواجهات.
وأكد حاكما ولايتي تكساس وفرجينيا أنهما فعّلا خطط الطوارئ لنشر قوات الحرس الوطني، مشيرين إلى أن الهدف من ذلك هو الحفاظ على الأمن العام وضمان سلمية المظاهرات.
ومع ذلك، لم يتضح بعد مدى الانتشار الفعلي لتلك القوات خلال اليوم الأول من الاحتجاجات.
فعاليات مركزية في واشنطن وكلمة مرتقبة لساندرز
تتجه الأنظار إلى واشنطن العاصمة، حيث تُقام أكبر المسيرات، ومن المتوقع أن يُلقي السياسي البارز بيرني ساندرز كلمة رئيسية أمام المحتجين، داعيًا إلى احترام الديمقراطية ورفض التفرد بالسلطة.
كما ستشهد مدن لوس أنجلوس وشيكاغو وبوسطن فعاليات مشابهة، في مشهد يُظهر تصاعد التوتر السياسي والاجتماعي في البلاد.
تأتي احتجاجات "لا ملوك في أمريكا" لتسلّط الضوء على الانقسام الحاد داخل المجتمع الأمريكي في عهد ترامب، بين مؤيديه الذين يرونه منقذًا للاقتصاد الأمريكي، ومعارضيه الذين يتهمونه بمحاولة تحويل النظام الديمقراطي إلى حكم فردي.
ومع استمرار حالة التأهب الأمني، يبقى المشهد الأمريكي مفتوحًا على جميع الاحتمالات خلال الأيام المقبلة.
0 تعليق