قالت الإعلامية هند الضاوي إن إعلانات انتشرت في إسرائيل وتل أبيب تصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه سيرس أو كورش الكبير، موضحة أن هذه القصة مهمة جدًا لأنها تكشف مدى تأثر الإسرائيليين بالروايات الدينية التي لا يُعرف مدى صحتها.

وأضافت الضاوي، خلال حلقة برنامج “حديث القاهرة”، والمذاع عبر فضائية “القاهرة والناس”، أن كورش الكبير أو العظيم كان ملك فارس، وقد ورد ذكره في التوراة أكثر من 20 مرة، مشيرة إلى أن اليهود يقدسونه لأنه حكم فارس في الوقت الذي أسقط فيه البابليون مملكة إسرائيل وأخذوا من تبقى من بني إسرائيل أسرى إلى بابل، ثم خاض كورش حربًا ضد البابليين وانتصر عليهم وأطلق سراح الأسرى من بني إسرائيل وسمح لهم بالعودة إلى القدس وبناء هيكلهم الثاني، بحسب الرواية اليهودية.

وتابعت، أن اليهود يعتبرون كورش أعظم شخصية تاريخية وقفت إلى جانب بني إسرائيل حتى أن التوراة وصفته بالممسوح من الرب أو مسيح الرب، موضحة أن المقصود بكلمة المسيح هنا ليس السيد المسيح عيسى عليه السلام، وإنما معناها المختار أو الممسوح الذي يؤدي دورًا إلهيًا مهمًا للبشرية، ولذلك يرون أن كورش هو الممسوح الذي أنقذهم من السبي البابلي وأعادهم إلى القدس وأتاح لهم بناء الهيكل الثاني، رغم أنه لا يوجد دليل تاريخي مؤكد على حدوث ذلك.

اعتبار ترامب بأنه كورش الكبير يعني أن إسرائيل في مأزق وأنها مهزومة

وأكدت الضاوي أن اعتبار دونالد ترامب في زيارته الحالية لإسرائيل بأنه كورش العظيم أو الكبير يعني أن إسرائيل في مأزق وأنها مهزومة، وأنه جاء لينقذها من الحرب لأنها تتفكك من الداخل، مشيرة إلى أن ذلك يتعارض مع الرواية التي تروج لها إسرائيل بأنها انتصرت وفرضت السلام وحققت إنجازًا عسكريًا، فالإعلانات التي تصفه بالمخلص تعكس العكس تمامًا وتكشف حالة الضعف التي تمر بها.