وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، قبل قليل، إلى مقر انعقاد قمة السلام الدولية في مدينة شرم الشيخ، إيذانًا ببدء جلسات القمة التي تُعد واحدة من أبرز الأحداث السياسية في الشرق الأوسط هذا العام، حيث تهدف إلى ترسيخ اتفاق وقف الحرب في غزة، وفتح أفق سياسي جديد لتحقيق السلام العادل والشامل.
وبالتزامن مع وصول الرئيس السيسي، شهدت المدينة توافد عدد كبير من القادة والزعماء العالميين، من بينهم:
الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط
رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش
شرم الشيخ تتصدر المشهد الدولي من جديد
تُجسّد القمة، التي تُعقد في المركز الدولي للمؤتمرات بشرم الشيخ، عودة المدينة المصرية الشهيرة إلى واجهة الأحداث العالمية، ليس فقط كمقصد سياحي، بل كمنصة استراتيجية للحوار الدولي وصنع السلام.
ويشارك في القمة أكثر من 30 دولة ومنظمة دولية وإقليمية، في رسالة قوية تعكس الإجماع العالمي على أهمية إنهاء الصراع في غزة، وضرورة توفير مظلة سياسية مستدامة لإعادة الإعمار وضمان حقوق المدنيين.
تقدم في صفقة التبادل.. الإفراج عن الرهائن والأسرى الفلسطينيين
في تطور متزامن مع انطلاق أعمال القمة، أكدت مصادر إسرائيلية تسلم عدد من الرهائن الإسرائيليين الذين تم الإفراج عنهم من قبل حركة حماس، في إطار صفقة تبادل الأسرى التي جاءت برعاية مصرية وأممية وأمريكية.
وأفادت وكالة رويترز بأن جميع المعتقلين الفلسطينيين البالغ عددهم 1966، والذين شملهم الاتفاق، قد صعدوا على متن حافلات من داخل السجون الإسرائيلية، استعدادًا لنقلهم إلى مناطقهم، تمهيدًا للإفراج عنهم.
ووفقًا لمصدر مطّلع مشارك في عملية التبادل، من المتوقع أن يشمل الإفراج أيضًا 250 أسيرًا فلسطينيًا آخرين، معظمهم من أصحاب الأحكام العالية والمؤبدات، ما يجعل هذه الصفقة واحدة من أوسع عمليات التبادل في تاريخ الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي.
انفراجة إنسانية.. الإفراج عن معتقلي غزة من مستشفى ناصر الطبي
من اللافت أن من بين الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، هناك 1716 معتقلًا من قطاع غزة، كانت قد احتجزتهم إسرائيل في مستشفى ناصر الطبي خلال العمليات العسكرية، وهو ما يشير إلى تغيير ملحوظ في موقف الاحتلال تجاه المعتقلين المدنيين بعد ضغوط دولية وإنسانية متزايدة.
رسائل سياسية وإنسانية من شرم الشيخ: السلام ممكن
تحمل قمة شرم الشيخ رسائل متعددة في توقيت بالغ الحساسية، إذ تأتي بعد سنوات من الحرب والانقسام، لتؤكد أن الدبلوماسية لا تزال قادرة على إحداث اختراقات حقيقية في أكثر الملفات تعقيدًا، وأن مصر لا تزال الطرف الموثوق القادر على جمع الأطراف وصياغة الحلول.
كما تشير مشاركة شخصيات بارزة مثل الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الفيفا إلى أن العالم لم يعد يرى الحرب فقط من زاوية سياسية، بل أيضًا من زاوية إنسانية ورياضية وثقافية شاملة.
0 تعليق