السبت 21/يونيو/2025 - 10:58 ص 6/21/2025 10:58:38 AM
بداية: على هامش الحرب التي تشنها الدولة الصهيونية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، يمكن تسجيل عدد من الملاحظات، أولها أن هذه الحرب أكدت بما لا يدع مجالًا للشك أن القانون الدولي والمنظمات الأممية ليست سوى أدوات قامت بابتكارها وصياغتها الدول الاستعمارية، لتكون وسيلة تُستخدم ضد كل من يخالف سياساتها أو ينافس مصالحها أو يسعى إلى الاستقلال عنها، فجميع قرارات هذه المنظمات ما هي إلا انعكاس مباشر لتوجهات ومصالح الدول الكبرى، التي تقف خلفها وتوجّهها الحركة الصهيونية العالمية، المسيطرة على النظام الدولي بأكمله، ويؤكد ذلك الدعم المطلق الذي تحظى به دولة الاحتلال من القوى الغربية، وعلى رأسها فرنسا وإنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية.
* تعكس هذه الحرب طبيعة المرحلة التاريخية التي يمر بها العالم اليوم، وتكشف عن حقائق راسخة على أرض الواقع، أبرزها أن الكيان الصهيوني ليس سوى رأس حربة استحدثته القوى الاستعمارية، التي كانت تُعرف في الماضي بالدول الصليبية، والتي سعت عبر التاريخ إلى فرض سيطرتها على منطقتنا العربية والشرق الأوسط عمومًا. وقد اتخذت هذه القوى من دول المنطقة عدوًا يجب إخضاعه بالكامل لإرادتها، وكل محاولة من أي دولة للسعي نحو الاستقلال، أو النهوض بشعبها ووطنها، تواجهها دولة الاحتلال بالعداء والمواجهة. ويُعد عدوان عام 1967 دليلًا صارخًا على ذلك، حيث كان الهدف المباشر منه هو وقف مسيرة التنمية والنهضة الصناعية التي كانت تشهدها مصر آنذاك.
* أكدت الحرب الدائرة أن تكالب الأمم على الدول المستقلة لا يمكنه أن يهزم إرادة الشعوب، فهذه الإرادة تظل أقوى من أي قوة مهما بلغت، ولا بديل عن امتلاك عناصر القوة الحقيقية بعقول وسواعد أبناء الوطن، مع الحفاظ عليها وتنميتها، مهما كانت التكاليف أو طال الزمن، فسوف يأتي اليوم الذي تظهر فيه هذه القوة كعنصر حاسم في حماية الوطن وصون حقوق شعبه، ويكفي للدلالة على ذلك أن بداية هذه الحرب جاءت باستهداف علماء إيران، على غرار ما حدث من قبل مع قائمة طويلة من العلماء العرب والمصريين، في مقدمتهم الدكتور علي مشرفة، والدكتورة سميرة موسى، والمهندس يحيى المشد، والعالم سعيد السيد بدير، وغيرهم من الرموز العلمية الذين دفعوا حياتهم ثمنًا لتفوقهم العلمي.
* اكدت الحرب أنه بالرغم من الدعم الأمريكي - الاوربي المطلق لدولة العدو الإ أنها لن تكون في أمان، طالما بقيت تدنس الارض العربية ، وانه مهما كان حجم الدعم العسكرى والسياسي لن تأمن على نفسها ألإ بعد عودة الحقوق العربية " الصواريخ الإيرانية تدك مدن ومصالح اقتصادية ومواقع عسكرية وتكنلوجية مهمة في قلب دولة الاحتلال "
* ان تماسك الجبهات الداخلية للدول هى مفتاح الإنتصار، وعليها تسقط الرهانات الخاطئة لدولة الاحتلال الصهويني " من قبل راهنت دولة الاحتلال على إسقاط الزعيم جمال عبد الناصر عقب هزيمة يونيو وخسروا الرهان بتماسك الشعب ووعيه وبإصراره على تحويل الهزيمة الى انتصار، وها هم يخسرون رهانهم على إسقاط دولة المرشد الأعلى للثورة الاسلامية "
* السلاح الاقوى دائما لدولة الاحتلال هم الجواسيس، بهم تحصل على إنتصارات سريعة وسهلة، ولكنها انتصارات وهمية سرعان ما تتلاشي أثارها وتبقى المواجهة العسكرية المباشرة هي الفيصل والحكم على قوة الدولة أو ضعفها " حققت دولة الاحتلال انتصارات وشعرت بالنشوة في الساعات الاولى للحرب على إيران، وسرعان ما شعرت بالصدمة من قوة ودقة صواريخها "
* اعتادت دولة الإحتلال الصهيوني على إخفاء خسائرها حفاظا على معنويات شعبها الذي لا يشعر بالانتماء الوطني، عكس أى شعب في العالم يعرف ويدرك قيمة وطنه، فهم يعرفون انهم مجرد نفايات تم تجميعها من دول العالم عاشت في شتات وجاءت لتحتمى وتعيش في وطن ليس وطنهم، وقد بدأت الهجرات العكسية من الاراضي المحتله للخارج بكل وسائل الهروب المتاحه " فرضت دولة الاحتلال الرقابة العسكرية على المواقع التي يتم قصفها واعتقلت مواطنين وثقوا لحظات سقوط الصواريخ الايرانية، كما اخفت لاكثر من 30 عاما خسائرها من ضربات الصواريخ العراقية التى اطلقها الرئيس صدام حسين، كما اخفت خسائرها من اثار ضربات حزب الله الموجعة "
* تراهن دولة الإحتلال على الضغط على الجبهات الداخلية بتعمد إزاء المدنيين، في محاولة لإخضاع الدول وها هى للمرة الالف التي تخسر فيها هذا الرهان، كما سبق وخسرته عندما إعتدت على مدرسة بحر البقر ومصانع ابي زعبل ونجع حمادي كمحاولة لوقف حرب الإستنزاف التي دفعت فيها الغالي والثمين من قوة ضربات الجيش المصري، فكان الرد بالمثل مع كل ضربة غدر صهيونية ، ويسأل عن ذلك قادتهم وسجلاتهم العسكرية التى ما زالت تخفي أسرار حرب الاستنزاف عن الشعب الصهيوني "
* مهما بلغ ذكاء دولة الاحتلال، فقد تفوّق عليه الذكاء المصري، فقبل 55 عامًا، نجحت القوات المسلحة المصرية في تشييد حائط الصواريخ تحت أعين الأقمار الصناعية الأميركية، وفي ظل قصف متواصل من مدفعية وطيران العدو. وبحيلة بارعة، باستخدام هياكل خشبية لصواريخ "سام 6" بهدف خداع العدو وعملائه على الأرض، واستنزافه عبر ضربات وهمية، ولم تقتصر العبقرية العسكرية المصرية على ذلك، بل كانت حرب أكتوبر أول حرب تُستخدم فيها الحرب الإلكترونية بشكل فعّال، وهو ما شكّل مفاجأة كاملة لدولة الاحتلال، التي لم تتوقع هذا النوع المتقدّم من التكتيك العسكري.
* الرهان الأخير الذي تعتمد عليه دولة الاحتلال هو "رهان الوعي"، حيث توظف ما تملكه من أدوات خداع وتزييف للتاريخ، وتستخدم وسائل إعلامية ودينية لتبرير أفعالها، وصناعة الأكاذيب والأساطير ذات الطابع الديني، في محاولة لخلق صورة مزيفة للواقع. وهو ما يفرض علينا الحذر والانتباه لكل ما يُقال ويُردد على ألسنة بعض الجماعات الدينية، وعلى رأسها جماعة الإخوان، التي تمثل الطابور الخامس الجاهز للقيام بالدور الأخطر عند اندلاع أي مواجهة مع الكيان الصهيوني، انطلاقًا من قناعاتهم الفكرية القائمة على مفهوم "أممية الدولة الإسلامية"، وإنكار قيمة الوطن باعتباره مجرد "حفنة تراب"، فضلًا عن تبريرهم للتقارب مع اليهود باعتبارهم "أهل كتاب"، في خلط متعمد بين الصهيونية كحركة استعمارية واليهودية كديانة. ويعكس ذلك التصور ما سبق أن صرّح به القيادي الإخواني عصام العريان، حين دعا إلى عودة اليهود إلى مصر، ويتكرر هذا الخطاب حاليًا على ألسنة أتباع أحمد الشرع، حاكم الأمر الواقع في سوريا، الذين يتباهون برفع الأعلام الصهيونية إلى جانب العلم السوري. حمى الله مصر، ونصر شعبها، وسدّد خطى قادتها..