ماكرون: فرنسا وألمانيا وبريطانيا تستعد لتقديم عرض لـ"مفاوضات شاملة" مع إيران

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن كلًا من فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة مستعدون لتقديم عرض لإيران من أجل "مفاوضات شاملة"، وذلك قبل ساعات فقط من اجتماع دبلوماسي رفيع المستوى من المقرر عقده في سويسرا.

وفي تصريح أدلى به للصحفيين على هامش معرض دفاعي فرنسي، اليوم الجمعة، شدد ماكرون على أنه "لا يجب التساهل إطلاقًا" في ما يتعلق بإمكانية امتلاك إيران لأسلحة نووية، مؤكدًا أن هذا الملف يجب أن يُدار بحزم.

العودة إلى طاولة المفاوضات 

وأضاف ماكرون: "العودة إلى طاولة المفاوضات يجب أن تكون أولوية مطلقة، بما في ذلك الملف النووي، عبر التحرك نحو التخصيب الصفري، والحد من القدرات الباليستية الإيرانية، بالإضافة إلى وقف تمويل الجماعات الإرهابية التي تزعزع استقرار المنطقة."

وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن وزير خارجيته، جان-نويل بارو، سيشارك مع نظيريه الألماني والبريطاني في تقديم "عرض لمفاوضات شاملة، دبلوماسية وتقنية" إلى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.

ومن المقرر أن تبدأ المحادثات بين الدول الأوروبية الثلاث وإيران.

وتأتي المبادرة الفرنسية الألمانية البريطانية لإطلاق "مفاوضات شاملة" مع إيران في لحظة شديدة التوتر على المستوى الإقليمي والدولي، بعد أسابيع من التصعيد العسكري غير المسبوق بين طهران وتل أبيب، والذي تخلله تبادل للضربات الصاروخية وتوسع في رقعة الاشتباك لتشمل أهدافًا استراتيجية داخل الأراضي الإيرانية والإسرائيلية.

وتسعى العواصم الأوروبية الثلاث – باريس وبرلين ولندن إلى تجنب انزلاق الأوضاع نحو حرب إقليمية واسعة، خصوصًا بعد تزايد المؤشرات على احتمالية تدخل عسكري أمريكي مباشر ضد المنشآت النووية الإيرانية، كما ورد في تسريبات إعلامية أمريكية مؤخرًا.

كما تعكس الدعوة الأوروبية رغبة واضحة في استعادة دور الوساطة الأوروبية في الملف الإيراني، خاصة بعد أن تراجعت فاعلية الاتفاق النووي الموقع عام 2015 (خطة العمل الشاملة المشتركة) بسبب انسحاب الولايات المتحدة منه عام 2018، في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، وما تبعه من إعادة فرض العقوبات على طهران.

وتشير تصريحات ماكرون إلى أن الطرح الأوروبي لا يقتصر على الملف النووي، بل يشمل أيضًا البرنامج الصاروخي الإيراني وتمويل الجماعات التي تصنفها أوروبا بأنها "مزعزعة للاستقرار" في المنطقة، مثل حزب الله والحوثيين وبعض الفصائل المسلحة في العراق وغزة.