تحدث الكاتب أحمد شوقي علي، عن المفارقات والمتناقضات التي تحملها اللفظة/ المفردة الواحدة في اللغة العربية، مستشهدا بمفردة “بثَّ"، وكيف أنها تعني شدة الحزن أو المرض الذي لا يصبر عليه صاحبُه فيبُثّه، وفي نفس الوقت تستخدم في التعبير عن النشر كما في بث الإذاعة والتلفزيون.
ولفت “شوقي” خلال مناقشة كتابه القصصي، "معجم المفردات العادية"، في رحاب دار العين للنشر، والتي صدر عنها الكتاب: "أي ذكر عندما يبلغ فأول مشاجرة له تكون مع والده، في ظل صدام سلطتي الذكور في المنزل.

البطل في مجموعة معجم المفردات العادية، شب عن الطوق، تزوج وأصبح مسئولا عن أسرة بما فيها من زوجة وأولاد، فيكتشف أنه أصبح نسخة ثانية من أبيه، ويبدأ في تقمص دور والده حتى أنه عندما يشعر بالظمأ يخاف أن يكون قد أصيب بداء السكري فيصبح عنيدا مثل والده.
أحمد شوقي: محمد المخزنجي أول من استخدم مصطلح كتاب قصصي
وحول الجنس الأدبي الذي ينتمي إليه كتاب أحمد شوقي علي، "معجم المفردات العادية"، وخاصة وأن هناك من قرأه على أنه مجموعة قصصية، بينما استقبله البعض على أنه رواية مكثفة شديدة التركيز، أوضح “شوقي”: أنا من أشد المعجبين بالكاتب الكبير محمد المخزنجي، وهو أول من استخدم مصطلح كتاب قصصي. ومن يقرأ كتابات المخزنجي سواء في حد السكين، أو لحظات غرق جزيرة الحوت سيجد أن هناك موضوع رئيسي في بناءه القصصي، وهناك خط تصاعدي في الكتاب.

ففي لحظات غرق جزيرة الحوت هناك فكرة رئيسية في الكتاب/ المجموعة وهي الاتحاد السوفيتي، وفي كتاب حيوانات أيامنا، فكرة جامعة للكتاب. وأدعي أنني أحببت هذه التقنية الكتابية، وفي كتاب الأول انتهجتها. بمعنى آخر، تكون لدي فكرة أساسية أعالجها عبر كل قصص الكتاب، وكأنني أكتب لهدف وليس لمجرد “أستف” قصص فقط. أو يكون الكتاتب قد كتب عدة قصص قصيرة منفردة على مدى مراحل زمنية وفي وقت ما ينشرها في مجموعة قصصية.و استدرك شوقي: “مؤخرا بدأت أتخيل أنني لا أعرف أن أكتب رواية”.

أحمد شوقي علي: استفدت من الصحافة في اللغة بشكل كبير
وعن أثر عمله الصحفي في كتابته الإبداعية خاصة فيما يتعلق بقدرته على الاختزال، أضاف الكاتب أحمد شوقي علي: “القصة الوحيدة التي مارست فيها التحليل باختصار في كتاب معجم المفردات العادية، هي القصة الثانية، بينما كل قصص الكتاب كتبت باختزال وهذه سمة الصحافة وتأثيرها علي مستويين، مستوي ”أكل العيش" وهي المهنة التي أمتن لها كثيرا.
وواصل “شوقي”: مؤخرا وبسبب أن هناك جوائز أدبية وثقافة تضم في لجان تحكيمها كتاب صحفيين، مما ترتبت عليه هجوم كبير من الأدباء ممن يمارسون الصحافة أو لا يمارسونها، على لجان التحكيم بسبب وجود الصحفيين بين أعضاءها، وكأن الصحفي أقل من أن يوجد في لجنة تحكيم، وكأن الأديب أهم من الصحفي، وهناك جيل عظيم جدا من الأدباء مارسوا الصحافة، بل هناك الآن صحفيين إنتاجهم يشكل تجارب مبتكرة، وهو ما يدعو للفخر ولا يتعارض مع الصحافة. استفدت من الصحافة في اللغة بشكل كبير.