تتجه أنظار العالم نحو الشرق الأوسط الذي يشهد مرحلة جديدة من الصراعات، ولحظات فارقة قد تغير التوازن الإقليمي في حال تحولت تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى واقع وأعلن الحرب علي إيران، التي تتلقى ضربات تلو الأخرى من إسرائيل بعد أن شنت الأخيرة هجوم مباغت يوم 13 يونيو ومنذ هذه اللحظة يتبادل الجانبان الضربات العسكرية.
تهديدات ترامب.. ورقة مساومة للضغط على إيران
ما يثير المخاوف الدولية ويزيد من احتدام المشهد هو حول جدية الولايات المتحدة للدخول في الحرب، هل ترامب سيجر أمريكا إلى ميدان المعركة أم أن تهديداته مجرد للضغط على طهران للقبول بشروط واشنطن في المفاوضات النووية؟

ترامب لطالما رفع شعار لا للحروب خلال حملته الانتخابية، كما أنه زعم أنه في استطاعته إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية في خلال 24 ساعة في حال تولي الحكم، هو الآن في الحكم ومضيت شهور والحرب مستمرة، وفي التصعيد العسكري الأخير بين الهند وباكستان، لعب دور (رجل السلام) لفض الاشتباك العسكري بين البلدين، وفي ملف أزمة غزة، أعلن أنه يريد الحرب في القطاع.
هذه المواقف والسياسات التي يتبعها ترامب الرافض لمبدأ الحروب، تجعلنا نتوقف للحظات ونتسأل هل هو جاد للدخول في حرب مع إيران التي تتمتع بنفوذ قوي في المنطقة ولديها القدرة على تنفيذ ضربات موجعة ضد المصالح الأمريكية؟ أم أن التلويح بالحرب ما هي إلا إداة لدفع إيران واجبارها على توقيع على شروط واشنطن وتل أبيب بشأن المفاوضات النووية والتخلص من حلم الانضمام إلى نادي التسليح النووى؟!
في ساحة منطقة الشرق الأوسط هناك تحركات أميركية عسكرية حيث تحدثت تقارير عن نشر الولايات المتحدة عشرات الطائرات المقاتلة، من طرازات F-16 وF-22 وF-35، فضلا عن إرسال أكثر من 30 طائرة للتزود بالوقود، إلى جانب القاذفة بي-52 المعروفة بقدرتها على حمل رؤوس نووية.
وللحديث بشكل أعمق عن ما وراء هذه التحركات الأميركية في المنطقة، تحدثنا مع العضو السابق بجهاز الخدمة السرية الأمريكي والمحلل الأمني والسياسي البارز باري دوناديو، حيث كشف في تصريحات خاصة لـ«تحيا مصر» أن شاه إيران رضا بهلوي المنفي في أمريكا قد يكون أحد اختيارات الولايات المتحدة في حال تم الإطاحة بالنظام الإيراني الحالي.

الكونجرس من يمتلك سلطة إعلان الحرب
وعند سؤاله حول صلاحية ترامب لدخول في الحرب قال:" لدى رئيس الولايات المتحدة سلطة اتخاذ إجراء عسكري عندما تكون البلاد في خطر، ولكن لفترة محدودة فقط، يمتلك الكونجرس في النهاية سلطة إعلان الحرب. لكن هو لن يُطلق عليها حربًا أبدًا، ولن نعلن الحرب رسميًا على إيران. الأمر شبيه مثل عملياتنا العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، حيث لا يتعين على الكونجرس التصريح بأي شيء".
وأضاف الضابط السابق في القوات المسلحة الأمريكية والذي خدم في إدارة بوش والرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه:" من المرجح أن تتم أي ضربات عسكرية من الولايات المتحدة في ظل ظروف ملحة وأمن قومي فوري".
وأشار إلى أن:" وزير خارجية إيران (عباس عراقجي) هدد أن القواعد الأمريكية ستُستهدف إذا دافعت الولايات المتحدة عن إسرائيل. وساعد هذا البيان التحريضي الثاني من النظام الإيراني أيضًا إسرائيل والولايات المتحدة على اتخاذ قرار بالقضاء على البرنامج النووي الإيراني بهدف ثانوي يتمثل في تغيير النظام. لا يحتاج الرئيس ترامب إلى أكثر من هذين التصريحين للرد عسكريا، ولكن أي تدخل عسكري يجب أن يكون سريعا وقويا للغاية لخدمة مصلحة الولايات المتحدة وإنهاء التهديد".
المرشد الإيراني على قائمة أهداف إسرائيل
وحول هدف ترامب من التهديد باغتيال المرشد الإيراني على خامنئي قال باري دوناديو في تصريحات خاصة لـ تحيا مصر أن:" لا أعتقد أن المرشد الأعلى لإيران ينام نومًا هانئًا هذه الأيام. وعليه الاتصال بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وطلب الإقامة الدائمة في روسيا. ثم دعه يتنازل عن العرش إلى مكان جميل على بحر قزوين على الأراضي الروسية. عليه أن يحاول أن يعيش بقية حياته متقاعدًا قبل فوات الأوان.. أتوقع أن يكون المرشد الأعلى على قائمة أهداف القوات الإسرائيلية. في هذه المرحلة، أعتقد أننا وصلنا إلى نقطة لا رجعة فيها".
تعيين حكومة جديدة بقيادة شاه إيران المنفي في أمريكا
وتابع قائلاً:" أتوقع أن إدارة ترامب لن تقبل إلا بالاستسلام الكامل غير المشروط وتفكيك النظام الإيراني الحالي. ومع ذلك، هذا ليس استسلامًا للشعب الإيراني. النظام وحده هو من يستسلم. أعتقد أنهم سيتحررون من النظام ويعودون إلى حياة أكثر حرية في ظل حكومة جديدة، على الأرجح بقيادة شاه إيران المنفي في الولايات المتحدة، رضا بهلوي. سيعود العلم الإيراني إلى علم الأسد والشمس كما كان. ورغم أن النظام الإيراني الحالي قد ينهار بسبب الضربات العسكرية من إسرائيل والولايات المتحدة، لكي تتحقق الحكومة الجديدة، إلا أنه يجب على الشعب الإيراني المساعدة في استعادة بلاده من النظام الإيراني".

نقل كميات كبيرة من الأصول العسكرية الأمريكية إلى المنطقة لتغيير النظام
وأكد المسؤول الأمريكي السابق أنه :" سنشهد تدميرًا كاملًا لقدرة إيران العسكرية على ضرب إسرائيل، بالإضافة إلى إمكانية حصولها على مواد نووية عسكرية لاستخدامها ضدها. ولن يتوقف العمل العسكري حتى يتحقق ذلك. ويبدو أن القرار قد اتُخذ بالفعل بالمضي قدمًا في تغيير النظام بنقل كميات كبيرة من الأصول العسكرية الأمريكية إلى المنطقة".