بهجوم مفاجئ على إيران استهدف إسرائيل البرنامج النووي والبنية العسكرية، مما أسفر عن مقتل قائد الجيش الإيراني محمد باقري وقائد الحرس الثوري حسين سلامي وعدد من كبار القادة العسكريين وعلماء الطاقة النووية، إضافة إلى تدمير عشرات منصات الرادار والصواريخ.
وفقاً للجيش الإسرائيلي، تم توجيه ضربات دقيقة لمنشأة نطنز النووية ومواقع دفاعية غرب إيران، ما دفع طهران إلى إطلاق مئات الطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل، و رغم النفي الأمريكي الرسمي، تعتقد إيران أن واشنطن قدمت دعماً ضمنياً للهجوم، خاصة مع تقارير عن تزويد إسرائيل سراً بصواريخ "هيلفاير" قبل الضربة.
التصعيد الحالي يضع العالم على حرب حرب إقليمية لا سابق لها منذ عقود، فقدرة إيران على الرد المحدود (بعد تدمير دفاعاتها الجوية) قد تدفعها لخيارات غير متوقعة، بينما الضغوط السياسية على ترامب ونتنياهو قد تحول دون ترشيد القرار، بينما المفاوضات النووية في مسقط، المقررة يوم 15 يونيو، تبدو شبه مستحيلة في هذا المناخ، والأمل الوحيد يكمن في وساطة عربية-دولية لفرض وقف إطلاق نار قبل انفجار السيناريوهات الكارثية.
ويستعرض "تحيا مصر" في التقرير التالي أسوأ السيناريوهات المحتملة في ظل التصعيد بين الجانبين.
1. تورط الولايات المتحدة وحرب إقليمية شاملة
رغم تصريحات الرئيس ترامب بأنه "ملتزم بالحل الدبلوماسي" ورفضه خوض حروب بالشرق الأوسط، فإن أي هجوم إيراني على أهداف أمريكية قد يدفع واشنطن للتدخل العسكري المباشر.
محللون عسكريون يشيرون إلى أن الولايات المتحدة تمتلك وحدها القنابل الخارقة للتحصينات القادرة على تدمير منشآت نووية عميقة مثل "فوردو".
وبدأت الولايات المتحدة استعدادات ملموسة حيث سحبت أفراداً دبلوماسيين من بغداد، وسمحت بمغادرة عائلات العسكريين من قواعد في البحرين والعراق، فيما هدد وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده صراحة: "إذا فُرضت الحرب علينا، فسنستهدف كل القواعد الأمريكية في المنطقة".
2. توسع النزاع ليشمل دول الخليج
قد تلجأ إيران إلى استهداف دول خليجية إذا فشلت في اختراق الدفاعات الإسرائيلية المتطورة، وهي الدول التي تستضيف قواعد أمريكية واشتركت بشكل غير معلن في الدفاع عن إسرائيل خلال الهجمات الصاروخية السابقة.
تاريخياً، اتُهمت إيران بقصف حقول النفط السعودية (2019) وتوجيه ميليشيات حوثية لضرب الإمارات (2022)، في حين أن أي هجوم على منشآت النفط أو البنى التحتية الحيوية في الخليج قد يتسبب في صدمة اقتصادية عالمية، خاصة مع ارتفاع أسعار النفط بالفعل بنسبة 4% بعد سحب الدبلوماسيين الأمريكيين.
3. سباق نووي إيراني
الهجوم الإسرائيلي قد يحقق نتيجتين متعارضتين: الأولى فشل في تدمير القدرات النووية فاليورانيوم المخصب بنسبة 60% (كميته تكفي لـ10 قنابل نووية) مخبأ في مناجم سرية عميقة، حيث نُقلت معدات تخصيب من "فوردو" قبل الهجوم.
والثانية تسريع البرنامج النووي: على اعتبار أن القيادة الإيرانية الجديدة (بعد اغتيال قادة كبار) قد تُسرع السعي لامتلاك سلاح نووي كردع وحيد، خاصة مع تصريح إيران عن نيتها زيادة إنتاج اليورانيوم باستخدام أجهزة الجيل السادس، ما يحرض إسرائيل بالرد وفق استراتيجية الضربات المتكررة لشل القدرات الإيرانية.
4. كارثة اقتصادية عالمية
أي إغلاق لمضيق هرمز (يمر عبره 30% من النفط العالمي) أو تكثيف هجمات الحوثيين على البحر الأحمر سيرفع أسعار النفط إلى مستويات قياسية. روسيا ستكون المستفيد الأكبر، حيث سيُدعم تمويل حربها في أوكرانيا بعائدات النفط، فالاقتصاد العالمي، الذي يعاني أصلاً من حرب الرسوم الجمركية الأمريكية وتضخم تكاليف المعيشة، قد يوضع تحت ضغط لا يحتمل .
5. انهيار النظام الإيراني وفوضى إقليمية
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صرّح بأن هدف الهجوم "تمهيد الطريق لحرية الشعب الإيراني" من نظام "قمعي"، ما يشير إلى سيناريو تغيير النظام. لكن سقوط الجمهورية الإسلامية قد يخلق فراغاً يشبه ما حدث في العراق وليبيا، مع صراعات داخلية وتدخلات إقليمية 4510. القيادة الإيرانية الحالية تُعتبر في "أضعف لحظاتها" وفقاً لتحليل CNN، ما يزيد من احتمالية ردود عشوائية أو بالوكالة عبر الميليشيات في العراق.
تداعيات فورية
اقتصادياً: قفز سعر برميل النفط إلى 69.77 دولاراً بعد إعلان سحب الدبلوماسيين الأمريكيين.
دبلوماسياً: ألمانيا أيدت الهجوم الإسرائيلي علناً، بينما فوجئت به، مما يعقّد دورها كوسيط محايد. العراق والسعودية يتنسقان لاحتواء التداعيات.
عسكرياً: إغلاق المجالات الجوية في لبنان وإيران يعطل الحركة الجوية الإقليمية، والاشتباكات المتواصلة تزيد خطر الضربات العرضية على المدنيين.
==