أكد مجموعة من الخبراء السياسيين الفلسطينيين، أهمية دور مصر في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين بين إسرائيل وحماس ليست في المرحلة الحالية فقط ولكن على مدار الجولات السابقة من المفاوضات والمشاورات.
بداية، قال الكاتب السياسي الدكتور صلاح عبد العاطي، إن الجهود المصرية كانت العامل الحاسم في الوصول إلى المسودة الحالية للاتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأوضح عبد العاطي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن مصر لعبت دورًا محوريًا في تقريب وجهات النظر، والتصدي للادعاءات الإسرائيلية، وضمان الالتزام بجملة من المقاربات التي شكلت أساس المفاوضات.
واعتبر عبد العاطي أن مصر، بحكم مكانتها الإقليمية وثقلها السياسي، تعد الضامن الرئيسي لأي اتفاق يُنفذ داخل قطاع غزة.
وأشار عبد العاطي إلى أن دعم مصر المستمر للقضية الفلسطينية لا ينبع فقط من التزامها التاريخي، بل لأنه يمثل أحد ركائز الأمن القومي المصري.
وأضاف أن المقاربة التي تعرف بـ"مقاربة بايدن"، والتي تُنسب إلى الإدارة الأمريكية، كانت في الأصل مبادرة مصرية طرحت مطلع عام 2024.
ورغم العراقيل الإسرائيلية التي أخرت الإعلان عن الاتفاق لأكثر من سبعة أشهر، فإن مصر واصلت جهودها لتحقيق تقدم ملموس.
كما أشاد السياسي الفلسطيني بالدور الذي لعبته الدبلوماسية المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزارة الخارجية وجهاز المخابرات العامة، مؤكدًا أن هذه الجهود لم تكن لتثمر لولا التنسيق مع أطراف دولية وإقليمية، مثل قطر والولايات المتحدة.
وبيّن عبد العاطي أن هذا الإنجاز لا يقتصر فقط على وقف العدوان الإسرائيلي، بل يشمل تعزيز صمود الشعب الفلسطيني، والتمهيد لمقاربات أخرى تتعلق بإعادة الإعمار وتحسين الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في غزة.
وختم عبد العاطي تصريحه بالتأكيد على أهمية الشراكة العربية والدولية لدعم هذه الجهود، معربًا عن أمله في أن تتكلل بالنجاح لضمان حقوق الشعب الفلسطيني وإنهاء معاناته.
مصر لها دور مهم في جوانب القضية الفلسطينية
من جانبها، قالت الدكتور تمارا حداد الكاتبة والسياسية الفلسطينية، إن مصر من الدول ذات البعد الإقليمي القوي ودورها مهم جدا في جميع المناحى للقضية الفلسطينية وتحديدا دورها في إيقاف الحرب على غزة سواء بالضغط لإدخال المساعدات أو عن طريق المفاوضات عملية الوصول لآخر رمق حول إنجاح المفاوضات هو بضغط مصري من أجل وقف العدوان على المدنيين الفلسطينيين وتخفيف المعاناة عليهم ومحاولة لرأب الصدع بين أطراف الفرقاء الفلسطينيين من أجل إيجاد توافق مشترك بين جميع الفلسطينيين لإيجاد إدارة فلسطينية متصلة مع الحكومة الفلسطينية لتكون الإدارة مجهزة لليوم التالي بعد وقف إطلاق النار على غزة.
وأكدت حداد في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن مصر حاولت مرارا وتكرارا إيقاف الحرب لكن العراقيل كبيرة ولكن اليوم وصلت إلى الحد الأقصى لم يبقى إلا وضع النهايات الأخيرة للوصول إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس من خلال اتباع كافة الأساليب والوصول إلى تقليل وتقويض الفجوات بين الطرفين والهدف تخفيف عبء الحرب على غزة.
وأوضحت أن الأهم اليوم التالي تجهز مصر خطة لإدخال المساعدات الإنسانية ومحاولات تعزيز مؤتمر دولي في القاهرة لترسيخ الاعمار في القطاع وإدخال الكرفانات بدل الخيام لإسكان المواطنين التي دمرت خيامهم إضافة إلى إخراج المرضى والجرحى الفئة الصعبة لمعالجتهم وتحقيق فرص للعيش الكريم إضافة إلى وضع أسس أهمها ترسيخ الوحدة الوطنية الفلسطينية بين الجميع لأن المشهد الأهم هو باليوم التالي بعد رؤية الدمار الشامل في القطاع والاهم كيف تحويل القطاع من قطاع مدمر إلى قطاع يعج بالحياة.
وشددت حداد على أن دور مصر هام جدا والاهم استمرار المحاولات لاستكمال وقف إطلاق النار على غزة وايضا ترسيخ وجود السلطة الفلسطينية بين الضفة وغزة محاولات مستقبلية لتحويلها لبؤرة دولة فلسطينية مستقلة.