"زرت متحف رامتان منزل عميد الأدب العربي طه حسين وساورني شك هل لوحة راغب عياد المهداة للعميد هي اللوحة الأصلية أم نسخة مقلدة منها لذا أتمنى من الزملاء في الصحافة الثقافية التأكد من ذلك".. بهذه الكلمات علّق القاص والروائي والمصور الفوتوغرافي شريف عبد المجيد على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، متسائلًا حول ما إذا كانت لوحة راغب عياد (3 أكتوبر 1882 - 16 ديسمبر 1982) الفنان تشكيلي المصري، ومدير متحف الفن الحديث الموضوعة في متحف طه حسين أصلية أم مستنسخة أم تقليد؟.
توجد لوحة راغب عياد في غرفة المعيشة بالطابق الثاني بالمتحف، حسب الموقع الرسمي للمتحف وهي الغرفة التي كان يجلس فيها الدكتور طه حسين في حالة عدم تمكنه من النزول للطابق الأول وتتكون من صالون بسيط في منتصف الغرفة تحيط به أكثر من منضدة في مواضع مختلفة، وفي إحدى أركانها مدفأه يعلوها تمثال نصفي لابنته السيدة أمينة طه حسين وصورة فتوغرافية لمؤنس طه حسين وعلى الجدران أعمل فنية لمشاهير الفنانين أمثال: "راغب عياد، ومحمد ناجي، أندريه لوت"؛ وغيرهم.
وتمتاز الغرفة بأنها تضم بين جدرانها جائزة حقوق الإنسان التي حصل عليها عميد الأدب العربي من الأمم المتحدة وكتبت الجائزة بأكثر من لغة منها العربية والانجليزية والفرنسية واليابانية والايطالية وغيرها، وقد تسلمها بالنيابة عن الأسرة في 10 ديسمبر 1973 الدكتور عصمت عبد المجيد الأمين العام لجامعة الدول العربية من خلال عملة في هذه الفترة في بعثة مصر الدائمة في الأمم المتحدة؛ بحسب موقع الهيئة العامة للاستعلامات.
"الدستور" حاولت الإجابة عن تساؤل شريف عبد المجيد؛ بالعودة لكل من د. وليد قانوش، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، والدكتورة مروة محي الدين، مديرة المتحف، والناقد التشكيلي صلاح بيصار للتحقق من ذلك.
رئيس قطاع الفنون التشكيلية: سأبحث غدًا هذا الأمر.. ولكن 99% اللوحة سليمة
"الدستور"؛ أرسلت ما ذكره شريف عبد المجيد إلى الدكتور وليد قانوش، رئيس قطاع الفنون التشكيلية للتحقق من الأمر، فما كان منه إلا انه قال لنا في البداية: "سأبحث في هذا الأمر غدًا مع مديرة المتحف".
بعد قليل من رسالته الأولي لنا؛ أرسل د.وليد قانوش قطاع الفنون التشكيلية ردًا اخر قائلًا: "مديرة المتحف هتجيبلى تمام اللوحة بُكرة إن شاء الله من سجلات وأوراق المتحف، كما بلغت مدير عام الترميم يروح المتحف بكره بدرى يفحصها كويس، وكلمت حسن الزيات حفيد طه حسين وهيرد عليا بشأنها، طبعا أول ما أوصل لمعلومة أكيدة هبلغ حضرتك، بكرة هجيب لك أصل الموضوع ، بس ٩٩ ٪ اللوحة سليمة، وده يخلينى أعتب على المشككين من غير المتخصصين، ده رد إدارة المتاحف".
مديرة المتحف: لدينا نوعين من اللوحات أصلية ومستنسخة
وبسؤال الدكتورة مروة محيي الدين حسن، مديرة متحف طه حسين "رامتان" حول ما كتبه الروائي شريف عبد المجيد؛ والسبب وراء أن لوحة راغب عياد الموجوده بالمتحف غير موقعة؛ أكدت أن متحف طه حسين يضم نوعين من اللوحات أصلية ومستنسخة، مشيرة إلى أنه قد تكون اللوحة المشار إليه لراغب عياد من اللوحات المستنسخة، ومؤكدة أنها ستتحق غدًا من صحة هذا الأمر عند ذهابها للمتحف.
في الوقت ذاته، أشارت مديرة المتحف إلى أنها لم تتسلم مهام عملها بالمتحف سوى من 3 أشهر مضت؛ ومع ذلك ستتحقق من هذا الأمر غدًا.
صلاح بيصار: اللوحات المستنسخة تكون موقعة
"الدستور" توجهت للناقد التشكيلي صلاح بيصار لتوضيح هذا الأمر؛ قائلا: "لو اللوحة مستنسخة تبقى موقعة إلا إذا كان أحيانا يكون هناك تفصيل في اللوحة بمعني "قصها"، وإنه جايز جدا تكون لوحة مستنسخة وتم قص التوقيع، أو أن التوقيع اختفى في البرواز نفسه".
"بيصار" أرسل إلى "الدستور" لوحتين من أعمال راغب عياد للمقارنة بينهما وبين اللوحة التص صورها شريف عبد المجيد بالمتحف، مشيرًا إلى أن اللوحة أما قد يكون تصويرها ليس واضحًا أو ليست لراغب عياد بالأساس؛ قائلًا: "التصوير مش واضح أو هى كدا ممكن أساسا ماتكونشى لراغب عياد شوف لمسة راغب عياد بيحدد الشكل خطوطه واضحة وأسلوبه اللوحة اللى فوق مختلفة عن طريقته بس فيها عناصر زى عناصره".
نبذة عن متحف طه حسين "رامتان"
يذكر أن يحتل متحف طه حسين مبنى فيلا (رامتان) التي أقام فيها عميد الأدب العربي منذ عام 1955 وحتى رحيله في عام 1973، ثم أقامت فيها زوجته من بعده حتى رحيلها في عام 1989 لتتحول بعد ذلك إلى متحف.
في عام 1992 اشترت وزارة الثقافة منزل عميد الأدب العربي وفي يوليو 1993 قدمت أسرة طه حسين إلى وزارة الثقافة قلادة النيل الكبرى ومجموعة من الأوسمة والنياشين والشهادات العلمية والفخرية والمخطوطات النادرة التي حصل عليها طه حسين في حياته إلى جانب جميع ممتلكاته الشخصية وأثاث فيلاته بما كانت تحويه من لوحات زيتية نادرة والتماثيل لكبار الفنانين المصريين. وبالإضافة إلى ذلك يضم المتحف مكتبة طه حسين العربية وتضم أكثر من ثلاثة آلاف كتاب، وقد تم افتتاح المتحف في 15يوليو 1997 بعد إنشاء مبنى ملحق ليكون مركزًا ثقافيًا يحمل اسم (مركز رامتان الثقافي) على جزء من حديقة الفيلا.
فى يناير 2013، تم افتتاح المتحف بعد تطويره وتحديثه بتكلفة إجمالية قدرها 2 مليون جنيه تقريبا بعد إغلاق دام 7 سنوات تقريبا بسبب هبوط فى الأرض الزراعية حتى يصبح منارة ثقافية تليق بمكانة عميد الأدب العربي وباسم مصر.
ويتكون المتحف من طابقين علي مساحة (860) متر مربع مساحة كل طابق (250) متر مربع: الطابق الأول يضم حجرة المكتبة وصالة استقبال وحجرة الصالون وحجرة السفرة ، أما الطــابــق الثاني يضم حجرة ابنه مؤنس، وحجرة الموسيقى، وحجرة زوجته، وحجرة نوم عميد الأدب العربي، وحجرة المعيشة.