شهد اتحاد كتاب مصر، لقاءً ثقافيًا، عقدته لجنة الحضارة المصرية القديمة، برئاسة الكاتب عبدالله مهدي بعنوان "مصر القديمة وطقوس عيد الميلاد".
استهل اللقاء الكاتب عبدالله مهدي، وتحدث عن سماحة المصري القديم وتعايش أصحاب المعتقدات في مصر القديمة في سلام، كما ردد بعض مقولات جمال حمدان العاكسة لروح مصر في تعايش وقبول واحترام الآخر.
ومن جانبه، تحدث الراهب القمص يسطس الأورشليمي، الباحث في التاريخ المصري، عن كيفية توظيف الأقباط الأساطير القديمة لشرح العقائد المسيحية، كما تحدث عن فكرة التجسد، وعن منشور الإمبراطور قسطنطين، وعن التسامح الديني، وبناء الكنائس من قبل الأثرياء وأبناء الشعب، وعن فكرة التثليث، وإيمان المصري القديم بفكرة البعث والخلود، كما تحدث عن عدد من الأساطير القديمة ومقارنة ما ورد من العقائد القديمة وقارنها بالعقائد المسيحية، وختم حواره الشائق بأن جميع العقائد عند جميع الأمم لا تطعن في صحة الإله الأعظم.
ارتباط العمارة بالتراث
وبدوره، تحدث المهندس عماد فريد ميخائيل عن ارتباط العمارة بالتراث، وعن التغير الدرامي الهائل الذي حدث بعد دخول المسيحية مصر وتأثير ذلك في تاريخ علاقة الإنسان بالإله، واستفاض في شرح التغير الذي حدث لرجل الدين الذي أصبح من عامة الشعب؛ وكان لهذا تأثيره القوي على التاريخ الإنساني بصفة عامة، كما تحدث عن قصة استخدام الطوب الني في البناء.
وذكر خلال اللقاء الذي عقدته لجنة الحضارة المصرية، أن مهمة صناعة الطوب كان يقوم بها العبيد والأسرى، أما البناء كان يقوم به المصري القديم، وتحدث عن طقوس البناء بالطوب الني، ومدى صعوبته، وذكر أن الكنائس القبطية القديمة تعد كنزًا للتراث المعماري الشعبي، وهو تراث ممتد منذ 10 آلاف عام، كما تحدث عن البناء بطريقة القباب وميزتها وصعوبتها، وعن أشهر العائلات في مجال بيع العناصر المعمارية، كما تحدث عن سمات العمارة القبطية، وعمارة المعابد، وعن طقوس البناء بالفزعة وهو جهد اجتماعي شامل يشارك فيه كل الأهالي عند البناء كل حسب حرفته، وختم حواره بأهمية الحفاظ على كل جدار قديم أو قبة قديمة؛ لأن في هذا ربط واضح بين علاقة التراث القبطي المصري بالتاريخ الإنساني ككل..
وفي ختام الندوة التي نظمتها لجنة الحضارة المصرية، قدم د. نادر ذكري، أستاذ الآثار والفنون القبطية كلية السياحة والفنادق جامعة مدينة السادات، عرضًا مصورًا يشمل مجموعة كبيرة من الصور مريم العذراء وميلاد السيد المسيح في عدة كنائس في مصر، منها كنيسة دير السوريان، وكنيسة العدرا في حارة زويلة، وأيقونات كنيسة أبو سيفين، وكنيسة دير سانت كاترين وغيرها من الأديرة، وتناول بالشرح طبيعة كل أيقونة وزمن رسمها، والرموز الموجودة بها، ومدى الاختلاف بين كل رسمة وأخرى، كما شرح الاختلافات الواردة في رسم الملائكة وألوانها في الكنائس الأفريقية عن الكنائس العربية، والغربية، وتحدث عن أشهر من قاموا برسم لوحات العدرا والسيد المسيح، ومنهم إبراهيم الناسخ، ويوحنا الأرماني، وعرض بعض الصور الحديثة وشرح نقاط الاختلاف في الأسلوب والألوان عما سبق من أيقونات.